أقول:

لو قدر للفيلسوف الألماني (كانت) أن يقرأ تلك الرؤية الحسينية للجمال لكان أول المتبنين لها، وذلك لتوفر الأسس التي وجدها (كانت) في التذوق الجمالي مع هذه الرؤية الحسينية للجمال.

فالتذوق الجمالي عنده (إحساس، وإدراك مرتبط بملكة الذهن والعقل، خلوه من النفع المادي أو المصلحة).

وعند الإمام الحسين عليه السلام: (إحساس) بواسطة الرؤية البصرية (إدراك بملكة الذهن والعقل) لهذه الرؤية، (خلوه من النفع المادي أوالمصلحة) وهو جوهر المعروف، وذلك أن العامل بالمعروف هو من الأساس يرجو ثواب الآخرة ويترفّع عن النفع المادي أو المصلحة.

بل على العكس كثيراً ما يتطلب المعروف دفع المال في أوجه البر وتعرض الأمر بالمعروف إلى ضياع المصلحة الشخصية لما يترتب عليه من تضايق المخالف وعناد الجاهل.

ولذلك:

يجد الإنسان التذوق الجمالي في المعروف من خلال العمل به فرداً وجماعة، وهو ما كان يرجوه الإمام الحسين عليه السلام كي ينعم الإنسان بجمال الحياة الكريمة الآمنة.

4 ــ الجمال عند فريدريك هيغل (1770 ــ 1831م)

تعد هذه الشخصية من الشخصيات التي أثارت جدلاً حول تقييم رؤيتها الفلسفية عند المفكرين والفلاسفة الذين جاءوا من بعده.

فقالوا: (إنه الفلسفة بلحمها وشحمها، وقيل: إنه القاتل الحقيقي

[141] مقدمة في علم الجمال: ص65 ــ 66.