من هنا:

وجدنا أن هذا المنهج في الإدراك الحسي للجمال لم يكن مغيباً في كلام سيد الشهداء عليه السلام والذي اقتضته الضرورة الإصلاحية في بيانه عند خروجه للإصلاح في أمة جده المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم.

فقد جمع الإمام بين (الحس والمحسوس) كما هو الحال في فلسفة الفارابي للجمال، وذلك حينما أدمج عليه السلام حاسة البصر بالإدراك الحسي للجمال أي اشتراك المقومات الثلاثة التي ركزت عليها الفلسفة الفارابية والأفلاطونية (الحس، الأحاسيس، فيض العقل).

وذلك حينما تترجم العين تلك الرؤية إلى الأنس القلبي فيخلف على النفس السرور والألفة مما يعني أن تلك الإشراقة التي تفعم بها الروح مرتكزة على جمال المعروف الذي يتفاوت الإحساس الجمالي به لدى العامل له.

2 ــ فلسفة الجمال عند ابن رشد

قبل الحديث عن رؤية ابن رشد الفلسفية للجمال ننوه إلى أن فلسفة ابن سينا لا تختلف من حيث المكون والمفهوم عن فلسفة الفارابي، ولذا لم نورد رؤيته الفلسفية للجمال هنا، ولذلك عرجنا على فلسفة ابن رشد وكما يسمى بـ(المفسر) لتميزها عن فلسفة الفارابي في المنهج حيث تعتمد فلسفة ابن رشد بصورة كاملة على تفسيرها لأعمال أرسطو مما جعل فلسفته تبعاً لفلسفة أرسطو فكان له الفضل الكبير على الفلسفة الأرسطية وذلك لما قام به من شرح دقيق وبيان واف لمرتكزاتها الفكرية.

من هنا: لم يأتِ ابن رشد بمذهب فلسفي جديد ولم تكن له رؤية