نام کتاب : الجمال في عاشوراء نویسنده : السيد نبيل الحسني جلد : 1 صفحه : 60
حتى يوصف بالجمال ينبغي أن يكون نافعاً على نحو ما وإلا كان قبيحا
للغاية؛ لأن لكل شيء في الكون غاية يسعى إلى بلوغها وفيه يتحقق كماله بشرط أن يكون
موجهاً نحو الخير والقيم الأخلاقية العليا([131]).
أقول: وإن كان سقراط قد تقدم من حيث
الزمان على عصر الإمام الحسين عليه السلام إلاّ أنه لو أدرك الإمام الحسين عليه
السلام لكان أول التابعين له، وذلك أنه سيجد أن الجمال كل الجمال في تلك الشخصية
التي حددت الجمال بالمعروف؛ ولا شك أن الخير كل الخير يبذر وينبت وينمو بالمعروف
لكونه سيقود إلى القيم الأخلاقية.
ولو أنه عليه السلام قد رأى أن
الحياة بكثرة اللؤم واللؤماء قد أصبحت في غاية القبح لما كان قد خرج لإصلاح هذا
القبح وتجميل الإنسان وعيشه بما هو جميل.
2 ــ فلسفة الجمال عند
أفلاطون (427 ــ 374 ق.م)
ينظر أفلاطون إلى الجمال بأنه نوع من
أنواع الكمال، وأن الجمال يتدرج من الجمال الحسي، إلى حب الأفكار الكلية ثم يصل
إلى الجمال المحض الخالص (أي حب الله) وبذلك يندرج من الحب العذري إلى الحب الصوفي([132]).
وهذا المعنى جاء في قوله: (إن الحب
الحقيقي هو حب الجمال، وإن الجمال المحض هو الله وبلوغ إدراكه يصل بالمحب إلى
نسيان ذاته فيندمج مع البحث الهادف إلى إدراك أسرار الكون وتأمل أجزائه والذي
يؤدّي بدوره إلى إدراك جمال الحقيقة الإلهية ليتصور في النهاية أن أي شيء جميل
يستمد جماله من الله([133]).
هذه الفلسفة التي يقدمها أفلاطون
تتناغم بشكل كبير مع فلسفة الفارابي؛ وذلك لوصولها إلى بعض الأسس التي يُبتنى
عليها التوحيد