responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الجمال في عاشوراء نویسنده : السيد نبيل الحسني    جلد : 1  صفحه : 57
هكذا هم أعداء تلك الوجوه التي اكتست من نور الله في الخلوات.

أما الجانب التاريخي الذي ترجم لنا بعض أحوال الرجال والنساء فيكشف عن أقبح الموجودات على الأرض، فمن النساء من أنست بطعم كبد رجل ميت([128]).

ومن الرجال من أنس بذبح طفل رضيع وسحق جسد أبيه بحوافر الخيل!([129]).

وهو يترنم بهذا القبح غير آبهٍ بصرخات أولئك الأطفال وهم ينظرون إلى الجسد المشرق بأنوار الوجود الأزلي!!.

كيف لهذه الحوافر أن تطفئ هذه الأنوار، وأي ظلام قد عم الكون؛ وأي حمرة صبغت وجه السماء؟!.

أهو غضبٌ أم دمع عن دمٍ أم خضاب لجدائل شيبتها صراخات الجسد المرضوض؟!.

إنها أفعال أضراب من البشر... جمع فيها كل الشر... فكانوا من (كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ)([130]).

هذه الشخوص اللئيمة عرفها الحسين عليه السلام وعرّفها للناس ودلهم على قاعدة تشخصهم في المجتمع فقال: «فلو رأيتم المعروف رجلاً رأيتموه حسناً جميلاً يسر الناظرين، ولو رأيتم اللؤم رأيتموه رجلاً رأيتموه سمجاً قبيحاً مشوهاً تنفر منه القلوب، وتغض دونه الأبصار».


[128] وهي هند زوجة أبي سفيان وأم معاوية؛ ذكرها ابن حجر العسقلاني بهذه الكلمات: «قال ابن إسحاق حدثني صالح بن كيسان قال: خرجت هند والنسوة معها يمثلن بالقتلى يجدعن الآذان والأنف حتى اتخذت هند من ذلك حزاماً وقلائد وأعطت حزامها وقلائدها، أي: اللاتي كن عليها لوحشي جزاء له على قتل حمزة وبقرت كبد حمزة فلاكتها فلم تستطع أن تسيغها فلفظتها».

فتح الباري بشرح صحيح البخاري لابن حجر: ج 7، ص 272، باب غزوة أحد.

[129] وهذا الطفل هو عبد الله الرضيع ابن الإمام الحسين عليهما السلام والجسد هو جسد الحسين عليه السلام الذي سحقته الخيل بعد قتله .

[130] سورة الشعراء، الآية: 222.

نام کتاب : الجمال في عاشوراء نویسنده : السيد نبيل الحسني    جلد : 1  صفحه : 57
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست