responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الجمال في عاشوراء نویسنده : السيد نبيل الحسني    جلد : 1  صفحه : 55
أما الإحساس بالجمال والذي يعد أحد أهم الدلائل على الوجود الإنساني في المرء، فالإنسان هو الكائن الوحيد على هذه الأرض الذي اختص بهذا الإحساس وانفرد بهذا الشعور. بل لا نبالغ إذا قلنا إن كل هذا الجمال في الكون أظهره الجميل سبحانه وتعالى ليتحسسه الإنسان ويلتذ به حتى النشوة. ولكي يدرك أن الجمال الذي لا وصف له والذي يعجز الخيال عن إدراكه هو من حقائق الإيمان باليوم الآخر.

ولذلك: إذا فقد الإنسان الإحساس بالجمال تراه يذبل في محتواه الوجودي ويتحول إلى كائن آخر له صفاته الخاصة به؛ صفات قد يترفع عنها حتى الحيوان!.

فكم من حيوان يترفع من العيش في الأماكن الموحشة والمقفرة والقذرة. ويرقى بوجوده إلى العيش في الفضاء الرحب والهواء والشمس ومنابع المياه وأعالي الأرض وفروع الأشجار وغيرها.

أما هذا الكائن الذي يسمى «الإنسان» فبفقده لهذا الحس فإنه يتسافل إلى أدنى رتبة حيوانية يمكن تصورها؟! لأنه يأنس بكل شيء قبيح ويسخر كل طاقاته إلى نشر هذا القبح، وكلما ظهر له قبيح تسافل إلى ما هو أقبح منه فيكون نهماً([122])لا يشبع ومدباً لا يكل([123]) إلى نشر الخراب والدمار.

هذه الحقيقة صرّح بها القرآن ودلت عليها سير كثير من الناس على مرّ التاريخ.

فأما القرآن فقد وصف الفاقدين لهذا الحس الجمالي بصفة صنفت هذا الإنسان إلى صنف حيواني جديد لم تعهده أبحاث المتخصصين في الأنثروبولوجيا (علم الإنسان)! فقال تعالى:


[122] النهمة: بلوغ الهمة في الشيء، وقد نهم بكذا فهو منهوم، أي مولع به.

(الصحاح للجوهري: ج 5، ص 204).

[123] دب على الأرض دبيباً، وكل ماش على الأرض دابة ودبيب.

والكلل: هو الثقل، تقول: كللت من الشيء، أي أعييت. (الصحاح للجوهري: ج 5، ص 181).

نام کتاب : الجمال في عاشوراء نویسنده : السيد نبيل الحسني    جلد : 1  صفحه : 55
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست