تناول الرواة صفة جمال الإمام الحسين عليه السلام من عدة جوانب فمنهم من أشار إلى صفة جمال الجسم واللون،ومنهم من أشار إلى نور وجهه، بينما ركز القسم الأكبر منهم على التشابه بين الإمام الحسين عليه السلام وجده رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.

وعليه: يمكن أن يرى القارئ الكريم صفة جمال سيد الشهداء عليه السلام من خلال الروايات التالية.

1 - أنه كان أشبه أهل البيت برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم

وإن كانت هذه الرواية لتدمي القلب وتجري الدمع إلا أنها تنقل للمؤمن هذا الجمال الحسيني.

فقد أخرج الترمذي في صحيحه، عن أنس بن مالك قال: «كنت عند ابن زياد فجيء برأس الحسين، فجعل يقول([71]): بقضيب في أنفه!!! ويقول: ما رأيت مثل هذا حسناً لم يذكر!!؟.

قال: قلت أما إنه كان من أشبههم برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.

وأعقبه الترمذي بقوله: هذا حديث حسن صحيح غريب»([72]).

ولا أدري ما هو الشيء الغريب عند الترمذي! أفعل ابن زياد، أم جمال الحسين عليه السلام الذي طغى على القوانين والسنن الطبيعية!؟

[71] هكذا وردت في المصادر ولعلها حرفت من (ينكت) بقضيب في أنفه إلى (فجعل يقول) كي لا يلتفت القارئ إلى قبح فعل ابن زياد. وما صنعه برأس سيد شباب أهل الجنة عليه السلام.

[72] سنن الترمذي: ج 5، ص 325 برقم 3867. المناقب لابن شهر: ج 3، ص230. العمدة لابن البطريق: ص397. البحار للمجلسي: ج44، ص 194. مسند احمد بن حنبل: ج 3، ص 261. مسند أنس بن مالك، صحيح البخاري: ج 4، ص 216. باب مناقب المهاجرين وفضلهم. مسند أبي يعلى: ج 5، ص228. عمدة القاري: ج 16، ص 240.