في حين لو أنصفوا أنفسهم والمسلمين لنقلوا الرواية بطرقها الصحيحة.

2 - ما علاقة الشبه بين جمال علي وجمال يوسف عليهما السلام بالشرك؟! إلا اللهم أن يرى ابن الجوزي أن عملية نقل الصفات التي تقوم بها الجينات الوراثية من إبراهيم ويوسف وسليمان وداود عليهم السلام إلى ابن عم المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم هو شرك اقترفته الجينات!؟ لكنه معذور فلم يكن يدري أن الزمن والحقائق العلمية لتمحو كثيراً من الجهل. أو أنه لم يكن يرى غير زمانه، ولم يخرج من شرنقة أفكاره فاعتقد أن شباهة الأبناء بالأجداد هو ضرب من الشرك بل لم يلحظ يوماً قط ان علياً عليه السلام من آل إبراهيم وهو امتداد طبيعي لأولئك الأنبياء عليهم السلام. ولم يقرأ قوله تعالى:

(وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ كُلًّا هَدَيْنَا وَنُوحًا هَدَيْنَا مِنْ قَبْلُ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَى وَهَارُونَ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ)([53]).

3 - ما كان لفصاحة هارون أن تضر موسى بشيء؟ ولم يكن إشراكه في أمره انتقاصاً له من شأنه وذهاب فضله؟! ولو قرأ ابن الجوزي كتاب الله وتدبر آياته لعلم أن قوله تعالى:

(وَلَقَدْ آَتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَجَعَلْنَا مَعَهُ أَخَاهُ هَارُونَ وَزِيرًا) ([54]).

وقوله عز وجل:

(وَأَخِي هَارُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِسَانًا فَأَرْسِلْهُ مَعِيَ رِدْءًا يُصَدِّقُنِي إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُكَذِّبُونِ) ([55]).

[53] سورة الأنعام، الآية: 84.

[54] سورة الفرقان، الآية: 35.

[55] سورة القصص، الآية: 34.