فلهذا ترى مواليه ومحبيه وأشياعه
يتمسكون بصفة «الأنزع البطين»!. فكان من هوان الدنيا على الله أن يكون (البطين) من
كثرة الأكل حتى الكلل موصوفاً بالمعنى الذي تحمله صفة (البطين من العلم) الذي فتح
له منه ألف باب من كل باب ألف باب([45]).
ومن بعد هذه المقدمة لم يبق إلا أن يطلع القارئ
الكريم على الصورة الحقيقية لجمال أمير المؤمنين عليه السلام والذي نستطيع تأمله من خلال روايتين.
الرواية الأولى
أوردها العلامة المجلسي والطبري،
وابن عبد البر واللفظ له قائلاً: «وأحسن ما رأيت في صفته - عليه السلام -: أنه كان
ربعة من الرجال إلى القصر، هو ادعج([46]) العينين، حسن الوجه كأنه القمر ليلة البدر حسنا، ضخم البطن، عريض
المنكبين([47])، شثن الكفين([48])، أغيد([49])، كأن عنقه إبريق فضة، أصلع ليس في رأسه شعر إلا من خلفه، كبير اللحية،
لمنكبه مشاش كمشاش السبع الضاري لا يتبين عضده من ساعده قد أدمجت إدماجاً، إذا مشى
تكفأ، وإذا أمسك بذراع رجل أمسك بنفسه فلم يستطع أن يتنفس. وهو إلى السمن؛ ما هو
شديد الساعد واليد؛
[43]
اللمعة الدمشقية للشهيد الثاني رحمه الله: ج 7، ص 366.
[44] شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد
المعتزلي: ج 4، ص 55. النصائح الكافية لابن عقيل: ص202.
[45]
رسائل المرتضى: ج1، ص317. الخلاف للشيخ الطوسي: ج 1 ص 539. المعتبر للمحقق الحلي:
ج 2، ص 25، مؤسسة سيد الشهداء. المناقب لابن شهر: ج 1، ص 315. أعلام الورى
للطبرسي: ج 1، ص267.
[46]
أدعج: الدعج شدة سواد العين مع سعتها. (الصحاح للجوهري: ج 1، ص314).
[47]
المنكب: مجمع عظم الكتف والعضد، الصحاح: 1 / 228.