نام کتاب : الجمال في عاشوراء نویسنده : السيد نبيل الحسني جلد : 1 صفحه : 37
ساعات فإذا أخل بأحد هذه المتطلبات فإن الجسم يتعرض إلى الوهن والإرهاق،
ونفس الحال يتكرر إذا كان هناك إفراط في هذه الاحتياجات التي تؤدي إلى الكسل
والخمول والسمنة والعجز وكثير من الأمراض.
ولذا.. ترى لعلي أمير المؤمنين عليه
السلام: بطنه مع كثرة سهره، وطول تهجده، ودوام صومه، ومواصلة جهاده، وقلة طعامه
وشرابه، ولبسه الخشن، مع ما تفرضه عليه حقوق العامة وأمر الأمة وشؤون الرعية،
والشؤون الخاصة كالحقوق الزوجية والاهتمام بأمور العيال، وكثير من الجهد الذي لا
نعلمه أو ندركه، ومع هذا كله يكون مبطاناً! فهذا ما لا يمكن توفره إلا عند من اختارهم
الله تعالى واصطفاهم لشرعه. فجمع فيهم الأضداد من المحاسن وخصهم بالكمالات الروحية
والنفسية والجسدية.
ولذا؛ ترى في علي عليه السلام رقة
القلب وغزارة الدمع مع شدة البأس! وترى فيه الصبر على استصراخ فاطمة عليها السلام مع
الغيرة والإباء! والجود لكل محتاج معيل مع وضع الجمر في يد أخيه عقيل!.
والاكتفاء من الدنيا بقرصين من
الشعير مع بطنة تلفت الناظر البصير! وغيرها من الأضداد لكثير.. الكثير.
أما لماذا يتمسك بها المخالفون لعلي عليه
السلام دون غيرها من الصفات؟!.
فلأن إمامهم معاوية بن أبي سفيان كان
قد لحقه دعاء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بالابتلاء بالبطنة وفرار الشبع فهو
في سباق مع الأطعمة يلاحقها في ساعات الليل والنهار فلا يدركها، وتتبعه في كل آنٍ
دعوة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: