قال الفخر الرازي في تفسيره لهذه
الآية: روي أنه صلى الله عليه وآله وسلم لما
أورد الدلائل على نصارى نجران ثم أنهم أصروا على جهلهم، فقال صلى الله عليه وآله
وسلم:
إن الله
أمرني إن لم تقبلوا الحجة أن أباهلكم.
فقالوا: يا أبا القاسم، بل نرجع
فننظر في أمرنا ثم نأتيك.
فلما رجعوا قالوا للعاقب: وكان ذا
رأيهم، يا عبد المسيح ما ترى؟ فقال: والله لقد عرفتم يا معشر النصارى أن محمداً
نبي مرسل، ولقد جاءكم بالكلام الحق في أمر صاحبكم، والله ما باهل قوم نبياً قط
فعاش كبيرهم ولا نبت صغيرهم ولأن فعلتم لكان الاستئصال فإن أبيتم إلا الإصرار على
دينكم والإقامة على ما أنتم عليه فوادعوا الرجل وانصرفوا إلى بلادكم.
وكان رسول الله صلى الله عليه وآله
وسلم خرج وعليه مرط أسود، وكان قد احتضن الحسين، وأخذ بيد الحسن، وفاطمة تمشي
خلفه، وعلي -عليه السلام -يمشي خلفها، وهو يقول - أي: رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم-
إذا دعوت
فأمّنوا.
فقال أسقف نجران: يا معشر النصارى، إني
لأرى وجوها لو سألوا الله أن يزيل جبلاً من مكانه لأزاله بها فلا تباهلوا فتهلكوا ولا