ولذا فقد جعل الله تعالى في شخوصهم الطاهرة عليهم السلام كل مكونات الجمال الخلقية والخُلقية. ليكونوا الباب المؤتى منه إلى الله تعالى. وجمعت في أعدائهم جميع مكونات الجهل والرذائل من الصفات كي يفرق العقلاء بين تلك الصورتين المتضادتين من الجمال والقبح.

ومن هنا:

لو أردنا أن نتحدث عن جمال العترة النبوية عليهم السلام لخرج الكتاب عن عنوانه لأن هذا يستلزم تتبع جميع الصفات الخلقية والخُلقية لهم عليهم السلام وهذا ما لا يستوعبه كتاب.

ولكن هذا لا يعني أن نهمل الصورة التي يستطيع من خلالها القارئ الكريم أن يتعرف على بعض ملامح الجمال عند العترة الطاهرة عليهم السلام كي يتوصل من خلالها إلى مشاهدة الجمال في يوم عاشوراء.

المسألة الأولى:جمال وجوهآل محمد صلى الله عليه وآله وسلم

يحدثنا التأريخ عن صورتين لجمال العترة المحمدية عليهم السلام، صورة تحدثت عن الجمال العام لتلك البدور الساطعة مجتمعة؛ وصورة تحدثنا عن الجمال الخاص لهم كأفراد؛ ولنأخذ بعض الشواهد.

الصورة الأولى: الجمال العام لتلك الوجوه

من الحوادث التاريخية التي يمكن لنا أن نأخذ منها صورة عن جمال وجوه العترة عليهم السلام وتحديداً أصحاب الكساء. هي حادثة المباهلة، هذه الحادثة التي تناولها القرآن الكريم في محكم آياته وتناقلها عنه حفاظ المسلمين ورواتهم ودونوها في مصنفاتهم بطرق عديدة.