نام کتاب : الجمال في عاشوراء نویسنده : السيد نبيل الحسني جلد : 1 صفحه : 31
القارئ الكريم صورة عن الجمال كمفهوم وكحس وجداني يأنس
به قلب الإنسان وتتوق إليه نفسه.
والحديث عن جمال أهل البيت عليهم
السلام حديث ترحل فيه النفس إلى حضيرة القدس لتنهل من ينابيع النور والطهر والصفاء
شراباً مزاجه كان كفوراً.
حديث تنال فيه الروح نشوتها، والنفس
سكنها، والعين غمضها بجفون أرخاها سحر المنظر فانحنت تضمه بين حدقتيها وتلفه
برمشيها لتغفو معه على بساط القلب.
هكذا هو الحديث عن جمال العترة
النبوية عليهم السلام. فهم جمال الله وصدوره إلى الخلق أجمعين.
بل بهم ظهر جمال الجميل تعالى شأنه؛
وبحسبهم لا بحسبه. أي: عندما أراد الله تعالى أن يُعرّف الخلق على صفاته، جعل لها
شخوصاً اصطفاهم واجتباهم من خلقه؛ وهم الأنبياء والمرسلون والأئمة المعصومون عليهم
السلام. فأكساهم بأدبه وخُلقه ليكونوا أدلاءَ على جماله وكماله.
فمن أراد أن يدرك الرحمة الإلهية
فإنه يراها متجسدةً فيمن بعث رحمةً للعالمين. ومن أراد أن يشاهد النور الإلهي الذي
يهتدى به إلى الله، فلينظر إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
ولقد أورد القرآن الكريم عدداً من
الآيات تبين تلك الصفات والخصائص الجمالية والكمالية لرسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم بل قد جاء بعضها مشتملاً على عدد من الصفات في موضع واحد من آيات الذكر
الحكيم، كقوله تعالى: