فلم يجد ابن زياد بعد هذه الهزيمة
والذل الذي مني به غير التشفي من رأس ريحانة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
إذن:
ظهور المفهوم كان فريداً من حيث
الزمان والمكان والفكر والرؤى والأشخاص والظروف والعوامل والألم والمشاعر
والتحديات؛ فلم يشهد التاريخ يوماً ولن يشهد أن ينطلق مفهوم للجمال من قلب لم يبق
موضع فيه يخلو من ألم مبرح ومصاب مقرح وهو مع هذا يرى الجمال يزهو من تلك الوجوه التي
تعفرت على رمضاء كربلاء في ساحة الطف يوم عاشوراء.
فحقاً ما رأت عقيلة علي عليهما
السلام إلا جميلاً، فهي التي لم تفارق الجمال يوماً، فقد رأت عينها جمال تلك
الوجوه التي لو أقسمت على الله أن يزيل جبلاً من مكانه لأزاله. وهي التي لم تفارق أُذنها
الجميل فها هو صوت جدها رسول الله وصوت أبيها علي وأمها فاطمة وأخويها الحسن
والحسين صلوات الله عليهم أجمعين يطرق مسامعها.
أنه جمال في جمال في جمال هكذا نشأت
في الجمال ولا ترى غير الجمال.
ولذا: لما نظرت إلى تلك الأجساد وهم
أحبتها وأهلها وقد صبغتها الدماء أبصرت فيها الحياة التي تشرق مع كل صباح لتدب
دورة جديدة في الفكر البشري فينهض مجدداً في وجه الجهل والظلم والاستبداد والذل.
وينطلق في ساحات المعرفة والعدل
والحرية والعزة.
هكذا هو مفهوم الجمال عند العقيلة
زينب فإما حياة بجمال وإما موت بجمال.
نام کتاب : الجمال في عاشوراء نویسنده : السيد نبيل الحسني جلد : 1 صفحه : 157