responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الجمال في عاشوراء نویسنده : السيد نبيل الحسني    جلد : 1  صفحه : 149
قال عبدالله بن يغوث: ما رأيت مكثوراً قط قد قتل ولده وأهل بيته، وصحبه أربط جأشاً منه ولا أمضى جناناً ولا أجرأ مقدماً ولقد كانت الرجال تنكشف بين يديه إذا شد فيها ولم يثبت له أحد.

ثم يشتد القتال في أقصى درجاته، فينادي عمر بن سعد بالجمع: هذا ابن الأنزع البطين، هذا ابن قتال العرب، احملوا عليه من كل جانب، فأتته أربعة آلاف نبلة. وحال الرجال بينه وبين رحله([284]).

وفي هذه اللحظات التي لم يشهد مثلها التاريخ، ولا ظهر فيها مثل هذا الجمال، الذي تجلى في غيرة الرجال وحميتهم، لم يغفل أبو عبد الله عليه السلام عن صون حرمه!؟.

بل إن التاريخ ليسجل هنا، بأحرف خالدات كخلود صاحبها، موقفاً جمالياً آخر تجلى فيه جمال النجدة التي لم ير مثلها واقعاً عملياً كالذي جسدته عاشوراء على أرض كربلاء.

فبعد هذه الآلاف من النبال واشتداد القتال، كان العطش يشتد به أكثر!!. فحمل - بأبي وأمي - نحو الفرات على عمرو بن الحجاج وكان في أربعة الآلاف فكشفهم عن الماء، وأقحم الفرس الماء. - فيتجلى مشهد آخر من الجمال([285])؛- ولما مدّ أبو عبدالله عليه السلام يده ليشرب؛ ناداه رجل اتلتذ بالماء وقد هتكت حرمك؟!. فرمى الماء ولم يشرب وقصد الخيمة([286]).

فكانت نجدته لهم، مع شدة عطشه الذي أخذ منه كل مأخذ، لم تمنعه من الإقدام السريع لما دعي إليه، ولم يمهل نفسه حتى هذه الثواني القليلة جداً، التي يستغرقها شرب كف من الماء!!.

نام کتاب : الجمال في عاشوراء نویسنده : السيد نبيل الحسني    جلد : 1  صفحه : 149
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست