responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الجمال في عاشوراء نویسنده : السيد نبيل الحسني    جلد : 1  صفحه : 148
المشهد الثامن والعشرون: جمال شدة البأس في النجدة

من الواضح أن جميع مجريات عاشوراء جرت في أجواء الحرب؛ ابتداءً من تجمع الجيوش ومحاصرتها للإمام الحسين عليه السلام وأهل بيته وأصحابه، في أرض كربلاء، ثم تخيره عليه السلام بين النزول عند رغبة طاغية زمانه ومبايعته قهراً، وهو الإذلال؛ وبين قتاله الذي أبت نفسه المقدسة إلا اختياره. فأعدّ مع هذه القلة القليلة مواضع الدفاع، وتفقد التلاع والعقبات، وقارب بين الخيام، وحفر مع أصحابه وأهل بيته خندقاً خلف الخيام.

وكانوا مع هذه الأجواء يعيشون أجواءً أخرى وهي: العطش، والجوع، فقد قطعوا عنهم الماء منذ ثلاثة أيام. فكانت النساء والأطفال تعيش حرباً نفسية واقتصادية قبل الشروع في القتال. وما تخلفه من خوف وهلع على نفوس هذه النسوة ومن لاذ بهنّ.

حتى إذا بزغ الفجر وطلع خيط الصبح زحفت هذه الجموع المؤلفة نحو مخيم الحسين وأهل بيته وصحبه عليهم السلام. هذه الأجواء العصيبة كلها تدخل ضمن مسمى لغوي، هو: (البأس)؛ فإذا اشتبك القوم والتحموا، كان هو: «الشدة في البأس»؛ وكلما اشتد القتال اشتد معه بأس الرجال المحاربين.

وهنا..

في مشتبك الرماح، ومشتجر السيوف، تستغيث امرأة تطلب النجدة والخلاص من أرذل الخلق وأخسهم وأوضعهم؛فمن ينجدها والحرب هذا حالها.

ولذا كان الأدهى والأعظم من هذا الحال! هو أن تنكشف هذه الجموع وتقلب ميمنتها على ميسرتها؛ حين حمل عليها ابن علي بن أبي طالب عليهما السلام وهو يقول:

أنا الحسين بن علي

نام کتاب : الجمال في عاشوراء نویسنده : السيد نبيل الحسني    جلد : 1  صفحه : 148
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست