responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الجمال في عاشوراء نویسنده : السيد نبيل الحسني    جلد : 1  صفحه : 143
المشهد السادس والعشرون: جمال الطفولة في إدخالها السرور على الناظر

سئلت بعض الأمهات عن جمال الطفولة أين يكمن؟ فقال بعضهن: إنه في البراءة؛ والبعض رأى أنه في لعبهم وألعابهم؛ والبعض الآخر في نعومتهم؛ بينما رأت أخريات أن جمال الطفولة في مناغاتهم وأول نطقهم ودلالهم وغير ذلك.

إلاّ أنني وجدت من خلال هذه الآراء أن جمال الطفولة يكمن في إدخالها السرور على الناظر.

بل وجدت أنّ الناظر إلى الطفل تلازمه ابتسامة دون أن يلحظ أحياناً أنه ابتسم، وأحياناً أنه لا يدرك السبب لهذه الابتسامة؟ فقد يكون السبب هو تذكرة عبور من عالم إلى عالم آخر، وربما هي مقدمة لبداية علاقة، أو هو تعبير عن الشكر لأنه أدخل السرور على قلب الناظر إليه، ويمكن أن هذه الابتسامة هي رسالة حب لا تستطيع قراءتها غير هذه العيون الصافية.

إلاّ أنّ للطفولة في عاشوراء جمالاً غير هذا كله؛ حينما وضع الحسين عليه السلام وهو الأب الذي كان قبل لحظات قليلة قد فقد ولده الشاب في ساحة المعركة، ورأى ما صنع به الأعداء، من تقطيع لبدنه الذي شابه بدن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. ورأى أيضاً أهله وأصحابه مجزرين كالأضاحي في ساحة كربلاء قد صافح التراب جبينهم وقطع الموت أنينهم.

وربما تكون لهذه الابتسامة وهذه العيون أسباب غير هذا كله أفصحت عنها عاشوراء حينما جاء الأب المفجوع يشق طريقه بين أجساد الأحبة وصراخات الأطفال وآهات الأمهات، وزفرات الأرامل. خطوات ثقيلة كثقل مصائب كربلاء أخفاها الوالد المكروب بين أحجار غربته وصخور حزنه عن ناظر الطفل الرضيع حينما وضعه في حجره الدافئ يحنو عليه كمحارة انحنت على لؤلؤتها.

هنا.. كانت نظرتان رافقتهما ابتسامة، الأولى من أب مفارق

نام کتاب : الجمال في عاشوراء نویسنده : السيد نبيل الحسني    جلد : 1  صفحه : 143
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست