responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الجمال في عاشوراء نویسنده : السيد نبيل الحسني    جلد : 1  صفحه : 142
على الرغم من أن شربه للماء لم يؤثر على إخلاصه لأخيه إلا أنه آثره على نفسه وبالغ في ذلك وأعطى غاية المجهود كما شهد بذلك الإمام الصادق بقوله:

«قد بالغت في النصيحة وأعطيت غاية المجهود».

وهذا يدلل على حجم العطش والحاجة إلى شرب الماء، ويدلل أيضاً على انكشاف هذا الجمال وظهور حسنه لكل من كانوا أهلاً لحمل الفضائل، والقيم، والحس الإنساني، فهم الوحيدون الذين يرون هذا الحسن والجمال.

الموضع الثاني

لتجلي هذا الجمال، هو: وقوف الإمام الحسين عليه السلام على الماء حينما حمل على الأعور السلمي وعمرو بن الحجاج الزبيدي وكانا في - عدة آلاف- من الرجال على النهر، وأقحم الفرس على الفرات، فلما أولغ الفرس برأسه ليشرب قال عليه السلام: «أنت عطشان وأنا عطشان، والله لا ذقت الماء حتى تشرب».

فلمّا سمع الفرس كلام الحسين عليه السلام شال رأسه ولم يشرب كأنّه فهم الكلام، فقال الحسين عليه السلام: «أشرب فأنا أشرب» فمدّ الحسين عليه السلام يده فغرف من الماء.

فقال فارس: يا أبا عبد الله، تتلذّذ بشرب الماء وقد هتكت حرمك؟ فنفض الماء من يده، وحمل على القوم فكشفهم، فإذا الخيمة سالمة([278]).

فهل شهدت الحضارة الإنسانية بكل قيمها، وأمجادها، وعناصر بنائها، وأفراد تشيدها، موقفاً حضارياً وإنسانياً مثل هذا الموقف؟.

وهل شهدت القيم الرسالية، والإنسانية، إيثاراً تجلى فيه كل هذا الجمال؟ إنه جمال عاشوراء في قيمها الحسينية.

نام کتاب : الجمال في عاشوراء نویسنده : السيد نبيل الحسني    جلد : 1  صفحه : 142
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست