نام کتاب : الجمال في عاشوراء نویسنده : السيد نبيل الحسني جلد : 1 صفحه : 141
المشهد الخامس والعشرون: جمال
العوز والحاجة في الإيثار
يمكن القول بأنّ عاشوراء كلها مواضع
للحاجة والعوز، وبخاصة ما يتعلق بالاحتياجات الإنسانية كالماء، والطعام، والأمن،
ولاسيما وإن هناك مجموعة من الأطفال والنساء.
إلا أنّ التاريخ سجل في هذا اليوم
موقفين بدا فيها جمال الحاجة والعوز يتجلى في الإيثار.
بمعنى آخر: إن هذه الفضيلة الأخلاقية
يظهر جمالها في مواضع الحاجة والعوز فتكون تلك المواضع جميلة لأنها أظهرت جمال
الإيثار.
الموضع الأول
وأول هذه المواقف من حيث الوقوع
الزمني هو: نزول العباس عليه السلام إلى النهر لملئ القربة وحملها إلى معسكر أخيه
الحسين عليه السلام: فلما لامست يديه الماء وأحس ببرودته وهو في شدة العطش لأنه لم
يشرب الماء منذ ثلاثة أيام مع ما رافق هذا اليوم من حملات وقتال في غاية الشدة؛ إذ
ليس من الأمر الهيّن أن يتم قتال أربعة آلاف فارس([276])
كانوا موكلين بالفرات بقيادة عمرو بن الحجاج وكشفهم عنه.
كل ذلك جعله يغترف من الماء ويقربه ليشرب
إلاّ أن هذا العطش المتأجج في أحشائه عليه السلام والذي بادر لإطفائه لم ينسه عطش
أخيه الحسين فرمى الماء وقال:
يا نفس من بعد الحسين هوني
نام کتاب : الجمال في عاشوراء نویسنده : السيد نبيل الحسني جلد : 1 صفحه : 141