responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الجمال في عاشوراء نویسنده : السيد نبيل الحسني    جلد : 1  صفحه : 140
والمكثور: المغلوب، وهو الذي تكاثر عليه الناس فقهروه([274]).

وهنا.. في يوم عاشوراء الحسين عليه السلام، لم يكن - بأبي وأمي - مكثوراً فقط وإنما قتلوا ولده وأهل بيته وأصحابه أي بمعنى: قد يغلب بعض الرجال بتفردهم في المعركة وتكاثر الناس عليهم فيقهرون ويقتلون في أماكن عديدة جرى فيها القتال ولاسيما إن طبيعة الجزيرة كانت قائمة على الاقتتال والإغارة فيما بين القبائل.

ولكن.. أن يرى مكثوراً قد تكاثر الناس عليه بعد قتل ولده وصحبه وهو يقاتلهم أشد القتال الذي أعجزهم عن المواجهة فأخذوا يفرون من بين يديه فرار المعزى إذا شد عليها الذئب!! فهذا مناط فقط بالإمام الحسين عليه السلام.

لدرجة أذهلت العدو وأدهشت المراقب، حتى قال عبد الله بن عامر بن يغوث:

«ما رأيت مكثورا قط، قد قتل ولده وأهل بيته وصحبه أربط جأشاً منه، ولا أمضى جناناً ولا أجرأ مقدماً، ولقد كانت الرجال تنكشف بين يديه إذا شد فيها ولم يثبت له أحد»([275]).

وهذا المشهد الجمالي الذي ظهر لعبد الله بن عامر حيره واشغل فكره فهو لم يرَ جمالاً بهذا الحسن الذي تجلى في رباطة جأش الحسين عليه السلام. وكأنه قمر قد شق نوره الغيوم، فأنسى الناظر وحشة الظلام، وأفضى على قلبه السكينة والسلام.

فأي قلب يمتلك هذا الثبات وأي نفس أربط من هذه النفس، وأي روح أمضى وأجرأ وأقدم من روح سيد الشهداء عليه السلام؛ «ولقد كانت الرجال تنكشف بين يديه إذا شد فيها ولم يثبت له أحد».

نام کتاب : الجمال في عاشوراء نویسنده : السيد نبيل الحسني    جلد : 1  صفحه : 140
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست