responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الجمال في عاشوراء نویسنده : السيد نبيل الحسني    جلد : 1  صفحه : 137
ومسقط رأسه ودار أهله وعشيرته وحبس في شعب أبي طالب عليه السلام، فعانى آلام الغربة وهو في وطنه.

وممن تغرّب من أهل البيت عليهم السلام الإمام الحسين عليه السلام، والإمام موسى بن جعفر عليه السلام، والإمام علي بن موسى الرضا عليه السلام وبقية الأئمة من ولد الرضا عليهم السلام أجمعين.

إلاّ أنّ الغربة التي يتأسى بها المغتربون هي غربة الإمام الحسين عليه الصلاة والسلام، إذ لم يتجرع مغترب من الألم كما تجرعه الإمام الحسين عليه السلام. وبخاصة تلك اللحظات التي أصبح فيها وحيداً وقد أحاطت به السيوف والرماح والسهام من كل جانب.

ولذلك.. كان الإمام الباقر عليه السلام يصبّر مواليه وشيعته الذين تغربوا؛ بالتأسي بغريب كربلاء عليه السلام.

قال محمد بن مسلم: خرجت إلى المدينة وأنا وجع ثقيل، فأرسل إليّ أبو جعفر عليه السلام شراباً مع غلام، مغطى بمنديل فناولنيه الغلام، وقال لي: أشربه فإنه قد أمرني أن لا أبرح حتى تشربه.

فتناولته، فإذا رائحة المسك منه، وإذا بشراب طيب الطعم بارد، فلما شربته قال لي الغلام: يقول لك مولاك إذا شربته فتعال.

ففكرت فيما قال لي وما أقدر على النهوض قبل ذلك على رجلي، فلما استقر الشراب في جوفي فكأنما نشطت من عقال، فأتيت بابه فاستأذنت عليه، فصوّت بي: صح الجسم، أدخل.

فدخلت عليه وأنا باك، فسلمت عليه وقبلت يده ورأسه، فقال لي:

«ما يبكيك يا محمد»؟.

قلت: جعلت فداك أبكي على اغترابي، وبعد الشقة، وقلة القدرة على المقام عندك أنظر إليك. فقال لي:

أما قلة القدرة، فكذلك جعل الله أولياءنا وأهل مودتنا، وجعل البلاء إليهم سريعاً. وأما ما ذكرت من الغربة، فإن المؤمن في هذه الدنيا

نام کتاب : الجمال في عاشوراء نویسنده : السيد نبيل الحسني    جلد : 1  صفحه : 137
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست