responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الجمال في عاشوراء نویسنده : السيد نبيل الحسني    جلد : 1  صفحه : 136
الأسد([269]).

وهذا المعنى يكشف عن صورة جمالية خاصة في جانب من جوانب الأخوة التي امتاز بها العباس عليه السلام وهي: أنه دفع عن أخيه تلك المسوخ البشرية وما يلف بها من مناظر موحشة ووجوه مقفرة، كما يدفع الأسد عن المكان الذي يرى فيه جميع أصناف البهائم والوحوش، فلا يجرؤ أحد منها على الاقتراب؛ وكذلك كان حال الأعداء في يوم الطف فقد دافع العباس عن أخيه عليهما السلام وكأنه الأسد الذي لم يرهبه شيء، بل دفع عن أخيه كل شيء فيه ضرر.

ولما كان هذا المعنى حاضراً في وجوده عليه السلام، فكم يكون حجم المصيبة والأسى والحزن في فقده؟! وكم يكون حجم الخلة والفراغ الذي تركه باستشهاده عليه السلام؟!.

ولأجله قال الحسين عليه السلام:

«الآن قد انكسر ظهري، وقلة حيلتي، وشمت بي عدوي».

فكان جمالاً تجلى مفهومه وحسنه في تلك الكلمات التي فاضت من قلب الإمام الحسين عليه السلام، حين وقف على أخيه وهو مخضب بدمائه وقد تفانى في: «النصيحة، والمواساة، والمدافعة» لأخيه، ليرسم صورة من الأخوة الفريدة في الوجود الإنساني.

المشهد الثالث والعشرون: جمال الغربة في الحنين إلى الأهل والأصحاب

من البديهي أن لا يحب الإنسان الغربة ولا يسعى إليها إلاّ مضطراً؛ فهي كما قيل: «إن الغربة كربة»([270]).

وقال الشاعر:

حسنوا القول وقالوا غربة

نام کتاب : الجمال في عاشوراء نویسنده : السيد نبيل الحسني    جلد : 1  صفحه : 136
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست