responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الجمال في عاشوراء نویسنده : السيد نبيل الحسني    جلد : 1  صفحه : 138
غريب، وفي هذا الخلق منكوس، حتى يخرج من هذه الدار إلى رحمة الله.

وأما ما ذكرت من بعد الشقة، فلك بأبي عبد الله عليه السلام أسوة بأرض نائية عنّا بالفرات.

وأما ما ذكرت من حبك قربنا، والنظر إلينا، وأنك لا تقدر على ذلك، فالله يعلم ما في قلبك وجزاؤك عليه.

ثم قال لي:

هل تأتي قبر الحسين عليه السلام.

قلت: نعم على خوف ووجل. فقال:

ما كان في هذا أشد، فالثواب فيه على قدر الخوف، ومن خاف في إتيانه، أمّنّ الله روعته يوم يقوم الناس لرب العالمين، وانصرف بالمغفرة، وسلمت عليه الملائكة، ورآه النبي صلى الله عليه وآله وسلم وما يصنع ودعا له، - و - انقلب بنعمة من الله وفضل لم يمسسه سوء، واتبع رضوان الله([272]).

إذن: على المؤمن الذي ابتلي بالغربة، أن يتأسى بسيد الشهداء عليه الصلاة والسلام، ويتحسس منه الجمال المكنون في الغربة، والذي تجلى في حنينه إلى أهله وصحبه وبكائه عليهم بدمعٍ غزير كأنه ريشة رسامٍ خطت على صفحات الخدود صور وجوه الأهل والأصحاب. فكم من مغتربٍ قد أنسته السنين جمال الحنين إلى الأهل والوطن.

لكن هذا الحُسن والجمال أظهره الحسين عليه السلام في هذه الكلمات التي خاطب بها أهله وأصحابه وقد وقف ينظر إليهم فلم ير أحداً من أصحابه وأنصاره إلاّ من صافح التراب جبينه، ومن قطع الحمام أنينه فنادى عليه السلام:

نام کتاب : الجمال في عاشوراء نویسنده : السيد نبيل الحسني    جلد : 1  صفحه : 138
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست