responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الجمال في عاشوراء نویسنده : السيد نبيل الحسني    جلد : 1  صفحه : 130
فكان هذا الصوت المدوي يسير جنباً إلى جنب مع صارمه الذي يضربهم به، فقاتل قتالاً شديداً حتى قتل على صغره خمسة وثلاثين رجلاً([259]) ليظهر للتأريخ ثاني ملامح جمال شجاعته، حينما أطرق مسامع أعدائه بهذا الصوت المحمدي.

حتى إذا وقف ليشد شسع نعله الذي انقطع وهو يقاتلهم غير آبه مما حوله من العسكر فكبر نفسه أعظم من هذه الجيوش ورباطة جأشه أصلب من صحائف السيوف التي بدت في ناظره أهون من شسع نعله المقطوع، ولذا انحنى يصلحه وهذا هو السبب الأول.

وثانياً؛ ليعيد إلى الأذهان المعنى الذي قدمه أمير المؤمنين عليه السلام في تقييمه للخلافة - التي تكالب عليها البعض - واستهانته بها. قال عبدالله بن عباس: دخلت على أمير المؤمنين بذي قار وهو يخصف نعله، فقال لي:

ما قيمة هذه النعل؟

فقلت: لا قيمة لها. قال:

والله لهي أحب إلي من إمرتكم إلا أن أقيم حقاً أو أدفع باطلاً([260]).

فكان انحناء القاسم لإصلاح نعله في المعركة هو تجسيداً لهذا المعنى. أي أن هذه الخلافة التي تقتلون من أجلها أولاد الأنبياء هي عندنا أهون من شسع هذا النعل المقطوع.

ولذلك علموا مقصود فعله وفهموا فحوى عمله فاستشاطوا غيظاً وعزموا على اثكال عمه الحسين عليه السلام فانعطف عليه من لا يجد في غير ظهور الفرسان فرصة للقتل فضربه على رأسه.

نام کتاب : الجمال في عاشوراء نویسنده : السيد نبيل الحسني    جلد : 1  صفحه : 130
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست