responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الجمال في عاشوراء نویسنده : السيد نبيل الحسني    جلد : 1  صفحه : 129
في الإقدام على الأمور الهائلة، وعدم اضطرابها بالخوض فيما يقتضيه رأيها حتى يكون فعلها ممدوحا، وصبرها محمودا»([255]). وهي: «أحد أمهات المحاسن الأخلاقية وأصولها الأساسية وقد تفرع منها فروع ناشئة منها راجعة بحسب التحليل إليها؛ وهي: «كبر النفس، والنجدة، وعلو الهمة، وثبات الهمة، والحلم، والسكون، والصبر، والتواضع»([256]).

وهذه الفروع وإن كانت كلها داخلة تحت أصل الشجاعة إلاّ أنّ كبر النفس أكثرها دلالة عليها. وإن جمالها ليتجلى فيه.

فهو: «الاستهانة باليسير، والاقتدار على حمل الكرائه والهوان، فصاحبه أبداً يؤهّل نفسه للأمور العظام حتى مع استخفافه لها»([257]).

وهذا المعنى التحليلي النفسي، والأخلاقي، ترجم إلى معنى عملي في ساحة الطف، بهيئة تشد الأنظار إليها على كرور الليالي والأيام.

إذ من الطبيعي أن يتصف الفرسان الذين خبروا الحرب وعاشوا معتركها وواكبوا خطوبها بالشجاعة وبكبر النفس عند الأهوال؛ لأن هؤلاء الفرسان قد تأهلوا لحمل الأمور العظام حتى استخفوها.

ولكن أن ترى غلاماً لم يبلغ الحلم يحمل من الشجاعة، وكبر النفس بمستوى ندر أن يقوم به الفرسان! فهذا هو الجمال بعينه، وهذه هي النفس الكبيرة التي احتضنها القاسم بين جنبيه لتتجلى أول ملامح جمالها حين خرج إلى المعركة فارتجز قائلاً:

إن تنكروني فأنا نجل الحسن

نام کتاب : الجمال في عاشوراء نویسنده : السيد نبيل الحسني    جلد : 1  صفحه : 129
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست