وكم نحن اليوم بحاجة إلى هذا النموذج التربوي الاجتماعي بعد أن أصبحت في الوقت الحاضر هذه الروابط القرابية لا تحمل من العناوين سوى الأسماء؛ بل قد أصبحت هذه الأسماء (كابن، العم، وابن العمة، وابن الخال، والخالة) عناوين للخصومة والمشاحنات فقط.

والعلة في ذلك:

هي أن هذه الأسر بدأت تأخذ نماذج قرابية غريبة عن الواقع الإسلامي، من خلال الثقافات الهجينة التي غزت المجتمعات الإسلامية بعد فتحها لقنوات الاتصال والاحتكاك بهذه الثقافات دون أن تتمسك بتلك القيم العربية والثوابت الإسلامية. فوجدت هذه الثقافات أجواء فكرية مكشوفة لخلوها من التحصين الفكري والثقافي الإسلامي.

ولذلك..

نحن اليوم بأمس الحاجة إلى ملءْ الأسر المسلمة بالثقافة الإسلامية، والمناهج التربوية والاجتماعية المستمدة من حياة العترة النبوية الطاهرة عليهم السلام؛ بوصفها الجانب العملي والتطبيقي للقرآن الكريم.

ولاسيما مدرسة الإمام الحسين عليه السلام وبالأخص المدرسة العاشورائية. لأنها جمعت كلّ مكونات الأسرة المسلمة، وما يحيط بها من روابط قرابية واجتماعية، وما ترتب عليها من حقوق وواجبات في الأصعدة كافةً، كالشرعية، والفكرية، والتربوية، والسياسية، والاقتصادية، والعسكرية، بصنفيها الدفاعي والهجومي، وغيرها من مجالات الحياة الإنسانية التي تعيشها الأسرة.

بل.. ليجد الباحث، والمفكر، والدارس، في جميع أبواب المعرفة، مبتغاه ومادته البحثية في مدرسة العترة الطاهرة عليهم السلام؛ وقد لا نبالغ إن قلنا: إن في عاشوراء شواهد لجميع المعرفة التي يقصدها