المشهد السادس عشر: جمال الحسب في التحرر من عبودية النفس

ذكر أهل اللغة: أن الحسب هو الشرف الثابت في الآباء([223])؛ وما يعد من مفاخرهم([224]). وقد جمعت كربلاء في يوم عاشوراء صنفين من الناس؛ صنفاً من الأعراب والموالي وبعض القبائل العربية؛ مثل بني تميم، ومذحج، وكندة، وهوازن، وبني أسد.

وهذه القبائل وغيرها وقفت مع عمر بن سعد لقتال الحسين عليه السلام وقامت بعد انتهاء المعركة بتقطيع الرؤوس وحملها إلى عبيد الله بن زياد كي تتقرب بها إليه، فجاءت هوازن منها باثنين وعشرين رأساً، وجاءت تميم بسبعة عشر رأساً مع الحصين بن نمير، وجاءت كندة بثلاثة عشر رأساً مع قيس بن الأشعث؛ وجاءت بنو أسد بستة رؤوس مع هلال الأعور، وجاءت الأزد بخمسة رؤوس مع عهيمة بن زهير، وجاءت ثقيف باثني عشر رأساً مع الوليد بن عمرو([225]).

والصنف الثاني، أي - الذين وقفوا مع الحسين عليه السلام - كانوا من: بني هاشم، وبعض أبناء القبائل العربية التي سكنت الحجاز وكانوا قدموا معه عليه السلام من المدينة، وبعض أبناء قبائل الكوفة وبعض الموالي كـ«جون» مولى أبي ذر الغفاري رضي الله عنه، وواضح التركي سلام الله عليهم أجمعين.

وقد اعتاد العرب على التفاخر بالأنساب والأحساب فيما بينهم

[222] تاريخ الطبري: ج 4، ص 338. الكامل في التاريخ: ج 4، ص 73. البداية والنهاية: ج 8، ص 200. مستدركات أعيان الشيعة: ج 1، ص 64، مقتل الحسين عليه السلام لأبي مخنف: ص 153. الكنى والألقاب للشيخ عباس القمي رحمه الله: ج 1، ص196.

[223] كتاب العين للفراهيدي: ج 3، ص 148.

[224] مجمع البحرين: ج 2، ص 41.

[225] الأخبار الطوال للدينوري: ص 259. تاريخ الطبري: ج 4، ص 358، الكامل لابن الأثير: ج 4، ص91. مقتل الحسين عليه السلام لأبي مخنف: ص 233. اللهوف لابن طاووس: ص85. الفصول المهمة لابن الصباغ: ج 2، ص 849. شرح إحقاق الحق للمرعشي: ج 23، ص 661. البحار للمجلسي: ج45، ص 62.