responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الجمال في عاشوراء نویسنده : السيد نبيل الحسني    جلد : 1  صفحه : 116
عند النزال، حينما ينادي المنادي في جموع الرجال والصناديد عن منازل ومبارز فلا يجد أحدا على الرغم من أنّ الحاضرين كانوا آلافاً عديدة! وقد تجهزوا بكل لوازم القتال! إلاّ أنهم وقفوا صامتين وكأنّ الأرض قد أطبقت على أنفاسهم!!.

مشهد هو من حيث الغرابة يدفع بالصمت والحيرة أن تخيم على النفس؛ ومن حيث الجمال فهو يدعو إلى الأنس والسرور لأنّ في أصحاب الحسين عليه السلام رجالاً من نوع فريد على مرّ التاريخ.

فها هو أحد أولئك الرجال إنّه عابس بن أبي شبيب الشاكري جاء يستأذن الإمام عليه السلام بالخروج إلى النزال فوقف أمامه وقال: «يا أبا عبدالله أما والله ما أمسى على ظهر الأرض، قريب ولا بعيد، أعز علي، ولا أحب إليّ منك، ولو قدرت أن أدفع الضيم عنك بشيء أعز علي من نفسي لفعلت، السلام عليك، أشهد أني على هداك وهدى أبيك! ومشى نحو القوم مصلتاً سيفه، وبه ضربه على جبينه.

قال أبو مخنف، قال ربيع بن نميم - وكان قد شهد يوم عاشوراء -، قال: لما رأيته مقبلاً عرفته، وقد شاهدته في المغازي وكان أشجع الناس، فقلت: أيها الناس هذا أسد الأسود، هذا ابن أبي شبيب لا يخرجن إليه أحد منكم. فأخذ - عابس - ينادي: ألا رجل لرجل؟!! - فلم يجبه أحد ولم يخرج إليه رجل لأنهم فقدوا رجولتهم فأمسكوا عنه -.

فقال عمر بن سعد: أرضخوه بالحجارة. فرمي بالحجارة من كل جانب.

فلما رأى ذلك ألقى درعه، ومغفره، ثم شد على الناس، وأنه ليطرد أكثر من مائتين؛ ثم تعطفوا عليه من كل جانب فقتل.

فتنازع ذوو عدة في رأسه، هذا يقول أنا قتلته، وهذا يقول أن قتلته؛ فأتوا عمر بن سعد فقال: لا تختصموا هذا لم يقتله رجل واحد.

نام کتاب : الجمال في عاشوراء نویسنده : السيد نبيل الحسني    جلد : 1  صفحه : 116
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست