responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الجمال في عاشوراء نویسنده : السيد نبيل الحسني    جلد : 1  صفحه : 118
حتى في الحروب فإن المقاتل إذا خرج إلى النزال فإنه يرتجز معرفاً بنسبه وحسبه كي يدخل الذعر في قلب الخصم من ناحية؛ ومن ناحية أخرى يختار في ذلك من يكون له كفؤ في النسب والحسب.

وقد يمتنع كثير من المقاتلين عن مبارزة من لا يعرّف بنفسه، أو لم ينتسب؛ ولا يعرفون نسبه كما حدث عند خروج عبدالله بن عمير الكلبي لمبارزة يسّار مولى زياد بن أبي سفيان، وسالم مولى عبيد الله بن زياد.

فقالا له: من أنت؟ فانتسب لهما؛ فقالا: لا نعرفك، ليخرج إلينا زهير بن القين، أو حبيب بن مظاهر، أو برير بن خضير!.

فقال عبدالله بن عمير ليسار مولى زياد بن أبي سفيان وكان واقفاً قريباً منه: يا بن الزانية وبك رغبة عن مبارزة أحد من الناس، وما يخرج إليك أحد من الناس إلاّ وهو خير منك([226]).

وهذا المشهد يكشف عن الأمور التالية:

1 - الحالة النفسية لكثير من الموالي الذين التحقوا بهذا الركب - ركب السلطة - كي يعوضوا ما فقدوه من حسب؛ فظنوا أن الوقوف مع الظالمين يسد لهم هذا الفراغ الاجتماعي والنفسي. ولذلك أعرضا عن مبارزته على الرغم من تعريفه بنسبه وحسبه، إلاّ أنهما طلبا خروج ذوي الأحساب المشهورة وأهل الفضل والشرف والجاه الاجتماعي، كزهير بن القين وحبيب بن مظاهر ومقرئ الكوفة برير بن خضير.

2 - إنّ التفاخر بالأحساب في ركب الإمام الحسين عليه السلام اختلف جماله وفحواه، فهو قائم على الإيمان بالله تعالى وحبّ آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم وتحرر النفس من رق العبودية وانقيادها لأهوائها.

وهذا المشهد المتألق في الحسن والجمال ظهر في موضعين:


[226] تاريخ الطبري: ج 4، ص 327. الكامل في التاريخ: ج 4، ص 65. مقتل الحسين عليه السلام: لأبي مخنف: ص 124.

نام کتاب : الجمال في عاشوراء نویسنده : السيد نبيل الحسني    جلد : 1  صفحه : 118
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست