ولكونهم من أصحاب اليقين فقد تسارعوا
إلى الشهادة لنيل ما أعد الله تعالى لهم.
هذه الصورة الجميلة أظهرتها عاشوراء
بأحسن وجه حينما صلى الحسين عليه السلام بمن بقي من أصحابه صلاة الخوف، ولما فرغ عليه
السلام قال لأصحابه:
«يا كرام
هذه الجنة قد فتحت أبوابها واتصلت أنها رها وأينعت ثمارها، وهذا رسول الله،
والشهداء الذين قتلوا في سبيل الله، يتوقعون قدومكم ويتباشرون بكم، فحاموا عن دينه،
ودين نبيه، وذبوا عن حرم الرسول».
فقالوا: نفوسنا لنفسك الفداء ودماؤنا
لدمك الوقاء، فوالله لا يصل إليك والى حرمك سوء، وفينا عرق يضرب([221]).
فكان مشهداً من مشاهد الإيمان بالغيب
تجلى فيه جمال الاستبشار بالعاقبة حين لبى هؤلاء المتقون دعوة الحق في يوم عاشوراء.
المشهد الخامس عشر: جمال
النزال في تحدي الرجال
إنه مشهد آخر من مشاهد الرجولة الفذة،
يتجلى فيه جمال التحدي