responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الجمال في عاشوراء نویسنده : السيد نبيل الحسني    جلد : 1  صفحه : 114
سداد وجهاد، وكان لا يأتي إلى الحسين سهم إلاّ اتقاه بيده، ولا سيف إلا تلقاه بمهجته، فلم يكن يصل إلى الحسين سوء حتى اثخن بالجراح، فالتفت إلى الحسين وقال: يا ابن رسول الله أوفيت؟. قال:«نعم أنت أمامي في الجنة، فأقرئ رسول الله مني السلام، وأعلمه أني في الأثر»([218]).

وهذا الجمال العاشورائي فريد في وجوده على مرّ التاريخ، وسيبقى فريداً حتى الظهور؛ إذ لم يرَ مثله قط لأنّ الملامح الجمالية التي تكونت منها هذه المشاهد لا تجتمع في موضع آخر. فمن له القدرة أن يأتي بمثل هذا الحب والوفاء وبذل أقصى غاية الجهد حتى الموت وكأنه يزول كما تزول أشعة الشمس رويداً رويداً عندما تؤول إلى الغروب ثم تنطفئ.

ومن له هذا المستوى من الإخلاص في النية، مع تحمل هذه الآلام، والتعرض للطعن والضرب، وهو يقي بنفسه حجة الله، ويرجو في ذلك رضا الله ورضا رسوله صلى الله عليه وآله وسلم.

جمال ليس له نظير في الوجود كما عبّر عنه سيد الشهداء عليه السلام:

«إني لا أعلم أصحاباً خيراً ولا أوفى من أصحابي».

المشهد الرابع عشر: جمال الإيمان بالغيب يتجلّى في الإسراع للشهادة

«المراد بالإيمان هو الاعتقاد، والغيب هو الذي غاب عن الحواس الظاهرة، أي ما وراء الطبيعة، فالروح غيب، وأحوال القبر غيب، والله سبحانه غيب، وهكذا»([219]).

وهذا الاعتقاد بالغيب يتجلى جماله في الإسراع إلى الشهادة، لأنها: (أي الشهادة) في سبيل الله قائمة بكل دقائقها على الإيمان بالغيب


[218] المقتل للسيد المقرم: ص 256 و258.

[219] تقريب الأذهان إلى القرآن للسيد الشيرازي قدس سره: ج1،ص103.

نام کتاب : الجمال في عاشوراء نویسنده : السيد نبيل الحسني    جلد : 1  صفحه : 114
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست