responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الجمال في عاشوراء نویسنده : السيد نبيل الحسني    جلد : 1  صفحه : 113
فان([214]). والتفاني هو بذل الجهد حتى حصول الفناء.

وعليه..

فقد بدا مشهد جمالي آخر من مشاهد الجمال في عاشوراء وهو بذل أقصى الجهد في الحب حتى الموت، وبذل أقصى الجهد في الوفاء حتى الموت.

وهذا المشهد الذي تجلى فيه جمال الحب والوفاء حتى الفناء، ظهر بشكل خاص عند استشهاد سعيد بن عبد الله الحنفي وعمرو بن قرظة الأنصاري.

فأما سعيد فإنه تقدم أمام الحسين عليه السلام ومعه زهير بن القين حينما وقف الإمام الحسين يصلي بمن بقي معه من أصحابه صلاة الخوف([215]) فاستهدف لهم، - أي جعل نفسه هدفاً لهم - يرمونه بالنبل يميناً وشمالاً قائماً بين يديه([216]) كلما أخذ الحسين عليه السلام - بالقيام والركوع - قام بين يديه؛ فما زال يرمي به حتى سقط إلى الأرض وهو يقول: اللهم العنهم لعن عاد وثمود، وأبلغ نبيك مني السلام وابلغه ما لقيت مِنْ ألم الجراح، فاني أردت بذلك ثوابك في نصرة ذرية نبيك» والتفت إلى الحسين قائلاً: أوفيت يا ابن رسول الله؟ قال:

نعم أنت أمامي.

في الجنة وقضى نحبه، فوجد به ثلاثة عشر سهما؛ سوى ما به من ضرب السيوف، وطعن الرماح([217]).

وأما عمرو بن قرظة الأنصاري فإنه استأذن من الحسين عليه السلام فأذن له، فقاتل قتال المشتاقين إلى الجزاء، وبالغ في خدمة سلطان السماء، حتى قتل جمعاً كثيراً من أحزاب ابن زياد، وجمع بين


[214] كتاب العين للفراهيدي: ج8، ص 376.

[215] مقتل المقرم: 256.

[216] تاريخ الطبري: ج4، ص336، الكامل في التاريخ: ج4، ص71.

[217] البحار: ج45، ص21، أعيان الشيعة: ج7، ص241.

نام کتاب : الجمال في عاشوراء نویسنده : السيد نبيل الحسني    جلد : 1  صفحه : 113
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست