responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الجمال في عاشوراء نویسنده : السيد نبيل الحسني    جلد : 1  صفحه : 112
ثم التفت إلى الحر وكان به رمق فقال له وهو يمسح الدم عنه:

«أنت الحر كما سمتك أمك، وأنت الحر في الدنيا والآخرة».

ورثاه رجل من أصحاب الحسين، وقيل: علي بن الحسين، وقيل إنها من إنشاء الحسين خاصة:

لنعم الحر حر بني رياح صبور عند مشتبك الرماح

ونعم الحر إذ فادى حسيناً وجاد بنفسه عند الصباح

وفي استشهاده عليه السلام انطفأ في يوم الطف مشهد آخر من مشاهد الجمال؛ لكنه في سجل الأحرار بدا شاخصاً يعلم الأجيال دروساً من الحرية، ويلهم الفرسان فنوناً في الفروسية، وهم يأنسون بذلك الجمال في رشاقة حركته حينما شب به الفرس، أي رفع يديه جميعاً من الأرض، فوثب منه كأنه الليث والسيف بيده. مشهدٌ ظهر فيه جمال الرجولة، والعنفوان، ورشاقة الحركة، وتمرس القتال. وكأنه كما قال الشاعر:

جذلان يملأ منحة وبشاشة أيدي العفاة وأعين الزوارِ

أرج الندى بكره فكأنه متنفس عن روضة معطاري

بطلٌ جرى الفلك المحيط بسرجه واستل صارمه يد المقدار

بيمينه يوم الوغى وشماله ما شاء من نار ومن أعصارِ

والسمر حمر والجياد عوابس والجو كاس والسيوف عواري

والخيل تعثر في شبا شوك القنا قصداً وتسبح في الدم الموارِ( )

المشهد الثالث عشر: جمال الوفاء في التفاني حتى الموت

قالوا في اللغة: الفناء هو نقيض البقاء، والفعل: فني يفنى فناء فهو

نام کتاب : الجمال في عاشوراء نویسنده : السيد نبيل الحسني    جلد : 1  صفحه : 112
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست