responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الجمال في عاشوراء نویسنده : السيد نبيل الحسني    جلد : 1  صفحه : 109
على الشهادة، ورباطة الجأش، والصبر على الرزية، وغيرها من القيم الإنسانية، والمفاهيم الحياتية.

المشهد الحادي عشر: جمال الحب في أن يكون الحبيب أكبر همك

كل ما يحتاج إليه الوجدان الإنساني من أحاسيس وعواطف يجدها في عاشوراء. بل لا نبالغ إذا قلنا: إنّ عاشوراء منبعٌ تنهل منه الإنسانية ما يروي وجدانها ويغذيها بالعاطفة؛ فكفى بها أنها روح الدمعة، ومرفأ الحس الإنساني، الذي ترسو عنده جموع المستضعفين والمحرومين.

وعندها يتنفس المهموم نسيم الفرج؛ ويجد اليائس الأمل والإصرار على السيّر في طريق الحرية والحياة الكريمة، وعندها تجد الأرامل واليتامى الحنان، والثكلى الصبر، والمفجوع التصبّر، والواجد التأسي؛ وغيرها من الصور والمشاهد العديدة لمختلف الروابط الإنسانية.

حتى أنك لتجد الحبّ بأجمل مصاديقه، وأحسن هيئاته، حينما يكون الحبيب أكبر همك بل هو همّك الذي لا يشغلك أمر سواه حتى النفس الأخير. هذا النفس الذي يكون كل امرئٍ فيه مشغولاً بنفسه وينشد خلاصه ولا يحضره سوى أمر نجاته، حتى في هذه اللحظات التي عليها كل الناس، أي لحظات تلفظ الأنفاس وخروج الروح. تراها اختلفت في كربلاء.

فجمال الحب في عاشوراء ليس له شبيه! فهو فريد كفردانيتها! فمَنْ مِنَ المحبين وهو يتلفظ أنفاسه الأخيرة، ويجود بروحه، وجراحاته تشخب دما، يكون أكبر همه، حبيبه الواقف عند رأسه!!؟.

إنه مشهد لا تجده إلا في كربلاء، عندما حمل عمرو بن الحجاج من نحو الفرات فاقتتلوا ساعة، وفيها قاتل مسلم بن عوسجة، فشد عليه مسلم بن عبدالله الضبابي، وعبد الله بن خشكارة البجلي؛ وثارت لشدة الجلاد غبرة شديدة، وما انجلت الغبرة، إلا ومسلم صريع وبه رمق؛ فمشى إليه الحسين عليه السلام ومعه حبيب بن مظاهر، فقال له

نام کتاب : الجمال في عاشوراء نویسنده : السيد نبيل الحسني    جلد : 1  صفحه : 109
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست