responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الجمال في عاشوراء نویسنده : السيد نبيل الحسني    جلد : 1  صفحه : 108
لكن هذه الزوجة الصالحة لم تترك زوجها فقد عزمت أن تكون معه حياً وميتاً، وأن تقبل معه على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقد قدما له ما يسره ويقر عينه في الدفاع عن ولده وريحانته من الدنيا.

فما هي إلا ساعة من الوقت تمر على أبطال الطف، فمنهم من مضى شهيداً، ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا، وها هي الثلة القليلة الباقية تواجه الظالمين بكل ما أوتيت من عزم وقوة.

وحمل الشمر في جماعة من أصحابه على ميسرة الحسين عليه السلام فثبتوا لهم حتى كشفوهم، وفيها قاتل عبدالله بن عمير الكلبي فقتل تسعة عشر فارساً، واثني عشر راجلاً؛ وشد عليه هاني بن شبث الحضرمي فقطع يده اليمنى، وقطع بكر بن حي ساقه. فأخذه أسيراً وقتل صبراً.

فمشت إليه زوجته أم وهب وجلست عند رأسه تمسح الدم عنه وتقول: «هنيئاً لك الجنة أسأل الله الذي رزقك الجنة أن يصحبني معك».

فقال الشمر لغلامه رستم: أضرب رأسها بالعمود، فشدخه وماتت مكانها، وهي أول امرأة قتلت من أصحاب الحسين عليه السلام([210]).

وقطع رأسه ورمى به إلى جهة الحسين عليه السلام فأخذته أمه ومسحت الدم عنه؛ ثم أخذت عمود خيمة وبرزت إلى الأعداء؛ فردها الحسين -عليه السلام - وقال: «ارجعي رحمك الله فقد وضع عنك الجهاد»، فرجعت وهي تقول: «اللهم لا تقطع رجائي». فقال الحسين: «لا يقطع الله رجاء ك»([211]).

فكانت هذه الأسرة الجليلة بإيمانها وعقيدتها وتفانيها لمولاها وإمامها، نموذجاً فريداً تجلت فيه جمالية الأسرة المسلمة، وجمالية الأمومة، وتكافؤ الزوجين، والغيرة الراسخة في الرجولة، والتصميم


[210] بحار الأنوار: ج 45، ص 17. العوالم، الإمام الحسين عليه السلام: ص261.

[211] مقتل الحسين عليه السلام للمقرم: ص 252، نقلاً عن تظلم الزهراء عليها السلام: ص 113.

نام کتاب : الجمال في عاشوراء نویسنده : السيد نبيل الحسني    جلد : 1  صفحه : 108
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست