نام کتاب : الجمال في عاشوراء نویسنده : السيد نبيل الحسني جلد : 1 صفحه : 107
في قومه شجاعاً مجرباً.
أما المشهد الجمالي الذي تجلى فيه
هذا التكافؤ بينهما، فقد ظهر في موضعين:
الموضع الأول: حين استشارها في أمر خروجه والتحاقه بركب الحسين عليه السلام، فقالت
له: «أصبت أصاب الله بك أرشد أمورك، افعل وأخرجني معك» فخرج بها ليلا حتى أتى
حسيناً وأقام معه([208]).
والموضع الثاني: حين خرج يسار مولى زياد بن أبيه وسالم مولى عبيد الله بن زياد (عليهما
لعنة الله) فطلبا البراز؛ فوثب حبيب بن مظاهر وبرير بن خضير، فلم يأذن لهما الحسين
عليه السلام.
فقام عبد الله بن عمير الكلبي أبو
وهب فأذن له، وقال عليه السلام:
«أحسبه
للأقران قتالاً».
فقالا له من أنت؟ فانتسب لهما.
فقالا: لا نعرفك ليخرج إلينا زهير أو حبيب أو برير، وكان يسار قريباً منه، فقال له
- أبو وهب -: يا ابن الزانية أو بك رغبة عن مبارزتي ثم
شد عليه بسيفيه يضربه.
وبينما هو مشتغل به؛ إذ شد عليه سالم
فصاح أصحابه قد رهقك العبد فلم يعبأ به فضربه سالم بالسيف فاتقاها عبدالله بيده
اليسرى فأطار أصابعه ومال عليه عبدالله فقتله، وأقبل إلى الحسين يرتجز وقد قتلهما.
وأخذت زوجته أم وهب عموداً وأقبلت
نحوه، تقول له: فداك أبي وأمي قاتل دون الطيبين ذرية محمد صلى الله عليه وآله وسلم؛
فأراد أن يردها إلى الخيمة فلم تطاوعه وأخذت تجاذبه ثوبه وتقول: لن أدعك دون أن
أموت معك.
فناداها الحسين -عليه السلام -: «جزيتم عن أهل بيت
نبيكم خيراً، أرجعي إلى الخيمة فإنه ليس على النساء قتال»
فرجعت([209]).