وخرج حبيب بن مظاهر يضحك، فقال له يزيد بن الحصين الهمداني ما هذه ساعة ضحك:

قال حبيب: وأي موضع أحق بالسرور من هذا؟ ما هو إلا أن يميل علينا هؤلاء بأسيافهم فنعانق الحور»([197]).

وأي موضع تجلى فيه جمال أهل الابتلاء فغدوا مستبشرين بما هم لاقون وموقنين بحسن العاقبة التي جعلها الله للمتقين؛ فما هي إلاّ لحظات وسيكونون في أعراسهم ودورهم في الجنة التي لطالما اشتاقوا إليها واشتاقت إليهم.

تجري الطلاقة في بهاء وجوهم أن قطبت فرقاً وجوه كماتها

وتطلعت بدجى القتام أهلة لكن ظهور الخيل من هالاتها

فتدافعت مشي النزيف إلى الردى حتى كأن الموت من نشواتها

وتعانقت هي والسيوف وبعد ذا ملكت عناق الحور في جناتها( )

المشهد السابع: جمال الحميّة في صون الحُرم

من أجمل صفات الرجولة هي الغيرة والحميّة؛ بل تكاد تكونُ أهم الدلائل التي تدل على رجولة من اتصف بالذكوريّة؛ بمعنى آخر: ليس كل من كان ذكراً كان رجلاً، فكم من ذكر لا يحمل من ذكوريته إلا الوظيفة الحيوانية. بل إنّ البعض - وبخاصة في هذا العصر- قد احتملوا من الميوعة ما تترفع عنها النساء.

ولذلك... نجد أن الأحاديث الشريفة جاءت لتحفظ الرجولة في المؤمن، وتظهر جمالها وزهوها في الغيرة والحمية.

[197] مقتل الإمام الحسين عليه السلام للسيد المقرم: ص223 - 224.