نام کتاب : المولود في بيت الله الحرام: علي بن أبي طالب عليه السلام أم حكيم بن حزام؟ نویسنده : نبيل الحسني جلد : 1 صفحه : 59
ولم
يقتصر هذا الأمر على تلك المدّة الزمنية التي مرت بها الأجيال العربية التي سكنت
بجوار بيت الله الحرام وانما تتعداه إلى أزمنة أخرى ومتعاقبة لذلك الزمن حتى بعد
مجيئ النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم حسبما تدل عليه النصوص التاريخية
والحديثية، ومن ثمّ فالاعتقاد بحصول المنقبة للولادة في جوف الكعبة متلازم مع
الاعتقاد بحرمة الكعبة (أعزها الله) وهو ما لم يتحقق حصوله عند بني أمية والزبيرين
كما دلت عليه المصنفات الإسلامية التي باتت حبلى بهذه الحوادث والشواهد.
أما الأمويون فقد كشفوا عن حقيقة
اعتقادهم بحرمة الكعبة من خلال إرسالهم مسرف بن عقبة الذي بعثه يزيد بن معاوية
لأخذ البيعة له من أهل المدينة ومكة وقتال عبد الله بن الزبير الذي تحصن بالحرم،
فقدم الجيش وهو بقيادة الحصين بن نمير السكوني لتحقيق هذا الهدف الذي تم انجاز
بعضه على يد مسرف بن عقبة في المدينة المنورة حينما دخلها واستباحها ثلاثة أيام
وأخذ البيعة من الصحابة على أنهم عبيد (ليزيد بن معاوية) ([89])
لتظهر بهذه البيعة الأموية والشريعة السفيانية ثقافة الاعتقاد بحرمة المدينة وحرمة
الصحابة!!
وأما مكة فظهر اعتقاد بني أمية بحرمتها من خلال قتالهم ابن الزبير، فلما
استعصى عليهم نصبوا المنجنيق ورموا بيت الله بالحجارة، وحرقوه بالنار، واخذوا
يرتجزون ويقولون: