نام کتاب : المولود في بيت الله الحرام: علي بن أبي طالب عليه السلام أم حكيم بن حزام؟ نویسنده : نبيل الحسني جلد : 1 صفحه : 27
في الشعب كان حكيم بن حزام تأتيه العير يحمل عليها الحنطة من
الشام فيقبلها الشعب ثم يضرب إعجازها فتدخل عليهم، فيأخذون ما عليها من الحنطة)([21]).
والرواية أظهرت جانباً وأخفت جانباً آخر، فأما الذي أظهرته الرواية فهو
كيفية إدخال حكيم بن حزام لتجارته إلى الشعب لكنها لم تظهر أكان متبرعاً بهذا
الطعام أم أنه تاجر جشع ظالم استغل هؤلاء المساكين فأخذ يبتزهم مقابل حصوله على
المال الذي كان عند عمته خديجة صلوات الله وسلامه عليها حتى نفذ جميع مالها.
نعم لقد كان هذا الرجل من أكثر التجار احتكاراً للطعام ولا هم له سوى
الدينار والدرهم ولعل استزادته العطاء من رسل الله صلى الله عليه وآله وسلم يوم
حنين لخير دليل على جشعه وطمعه.
فضلاً عن ذلك فقد أخرج الشيخ مرتضى الأنصاري رضوان الله تعالى عليه في
احتكار الطعام، عن صحيحة سالم الحناط عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام أنه قال:
«وكان ــ حكيم بن
حزام ــ إذا دخل الطعام المدينة اشتراه كله، فمر عليه النبي صلى الله عليه وآله
وسلم فقال له:
فإذا كان حكيم بن حزام في المدينة يحتكر الطعام كله
وهو مسلم فكيف حاله حينما كان في مكة وهو مشرك، والظاهر أن الأمر سيان فقد اعتاد
على هذا العمل من الاحتكار سواء أكان مشركاً أم مسلماً ولا شأن له بغير المال
والربح.
إذن:
لم تكن حياة حكيم بن حزام تزخر بالمناقب كما عنون لذلك بعض