والتي كانت، أي: العلة في هذا الإخفاء، هو تضييع منقبة الفداء التي لم يحظى بها سوى علي بن أبي طالب عليه السلام والتي كانت ستتضح للقارئ بشكل عام وللمسلم بشكل خاص فيما لو رواها الرواة بأمانة وصدق.

ولكن ومع الأسف أوردوها مبتورة وناقصة، فضلاً عن ذلك فإنهم عمدوا إلى وَهْمِ بعض الحفاظ الذين وجدوا أن هناك روايات أخرى قد أظهرت حقيقة أخرى، متوهمين أنهم استطاعوا بهذا الأسلوب أن يخفوا الحقيقة والاستفهام وأعطوا للباحثين الحافز في البحث والدراسة والتحقيق لمعرفة السبب الذي دفع هؤلاء إلى هذا التدليس والتزمت والتعصب وكأن القارئ ليس بإمكانه الرجوع إلى غيرهم أو الوقوف عند أقوالهم لمناقشتها وعرضها على طاولة البحث العلمي والموضوعي فكانت النتيجة أن هؤلاء الذين مكروا جميعا قد جهلوا أن ليلة المبيت على فراش النبي صلى الله عليه وآله وسلم قد أولاها الله سبحانه عنايته وتكفل بها بمشيئته منذ أن عزم الذين كفروا بالمكر بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم ليثبتوه أو يقتلوه أو يخرجوه، فتوعدهم الله بقوله:

.

فأنّى لهم بالمكر في أحداث هذه الليلة ومحاربة الله ورسوله ومن شرى نفسه ابتغاء مرضاة الله، وهو ما سنتناوله في المبحث الآتي.