نام کتاب : الإمام الحسين بن علي عليهما السلام أنموذج الصبر وشارة الفداء دراسة ومقارنة نویسنده : مهدي حسين التميمي جلد : 1 صفحه : 36
وعلى خلاف تلك المواقف
المبدئية الصادقة والجريئة لأولئك النسوة، ممن كانت لهن أدوار بارزة في البذل
والتضحية في موقعة الطف كانت المواقف المتخاذلة والمهينة من بعض الرجال اللاهثين
وراء مطامع الدنيا الرخيصة، كمثل هؤلاء الذين كاتبوا الإمام الحسين عليه السلام من
الكوفة أن يقدم إليهم معبرين في رسائلهم عن مبايعته والنصرة له، ثم انحازوا بعد
ذلك إلى صف أعدائه منصاعين للإغراء والتهديد معاً، وقد ناداهم الحسين عليه السلام
يوم عاشوراء بأسمائهم: يا شبث بن ربيعي، ويا حجار بن أبجر، ويا قيس بن أشعث،
ويا زيد بن الحارث.. ألم تكتبوا إلي أن أقدم قد أيْنعت الثمار وأخضر الخباب وإنما
تقدم على جند لك مجندة!، فأنكروا ذلك قائلين: لم نفعل!.
وكان الخطاب الجليل القدر للسيدة زينب عليها السلام
لهؤلاء من أهل الكوفة ولغيرهم ممن خانوا أمانة الولاء والنصرة لآل بيت النبوة
وتركوهم طعماً سائغاً للسفاكين، خطاباً تجلت فيه فصاحة الإدلاء عن مشهد الخيانة
والغدر ما حرك في النفوس اللواعج، وأذكى في الضمائر حساً دفيناً من الولاء
المكبوت، والذي تحرك بعدئذ في أشكال شتى من التعبير عن ندامة فات موعدها لتجد لها
صوراً حاضرة من ذلك في حالات من الثأر والانتقام من القتلة وأشياعهم كان أجلاها
وأكثرها وضوحاً ما كان من ثورة المختار الثقفي الذي اقتص ممن شاركوا في جريمة
الطف، وقد تعقبهم ليثأر منهم، وقد تحققت في بعض مشاهد الثأر من ذلك نبوءة الإمام
الحسين عليه السلام ودعاؤه على البعض من قتلته، وما كان من سوء
نام کتاب : الإمام الحسين بن علي عليهما السلام أنموذج الصبر وشارة الفداء دراسة ومقارنة نویسنده : مهدي حسين التميمي جلد : 1 صفحه : 36