responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمام الحسين بن علي عليهما السلام أنموذج الصبر وشارة الفداء دراسة ومقارنة نویسنده : مهدي حسين التميمي    جلد : 1  صفحه : 28
وفي تلك الواقعة سجلت لمن كان منها حاضراً في الموقف في مبتدأ الشوط وفي أثنائه، ثم من بعده، مآثر ظلت شاخصة شخوص كل ميزة وأثر معتبر في التاريخ الإنساني، فإنه حين اقتربت حشود الأعداء من موطن الحريم صاح الإمام الحسين: ألا من ذاب يذب عن حريم رسول الله صلى الله عليه وسلم، حينئذ خرج الحر بن يزيد بن حرث الرياحي من معسكر أعدائه راكباً فرسه وقال: يا ابن رسول الله لئن كنت أول من خرج عليك فإني الآن من حزبك، لعلي أنال بذلك شفاعة جدك، ثم قاتل بين يدي الإمام الحسين عليه السلام حتى قتل، وسجل الحر الرياحي بذلك الموقف مأثرة الشهادة ومعها مأثرة الخلود في الذكر والذكرى، فقد خلد ذكره مع شهداء معركة الطف، وأقيم له مرقد ومزار مهيب يؤمه زوار المشهد الحسيني على مدار الأيام والسنين.

ولم يمكّن الإمام الحسين عليه السلام أعداءه من نفسه أن يستسلم أو يساوم فإنه لما فني أصحابه وبقي بمفرده حمل على أعدائه فقتل كثيراً من شجعانهم، وحمل عليه كثيرون حالوا بينه وبين حريمه، فابتدر بنخوة المقاتل الشهم الغيور يصيح بهم: كفوا سفهاءكم عن الأطفال والنساء فكفوا، ثم لم يزل يقاتلهم إلى أن أثخنوه بالجراح حتى سقط على الأرض شهيداً.

ثم إنّه بقدر ما يعرف الأشقياء المارقون قدر الأتقياء الأبرار فإنهم لا يتوانون عن ارتكاب الجريمة بحقهم لغايات شريرة ومطامع دنيوية رخيصة، وكمثل ما كان من شأن هيرودس في حفل الرذيلة حين جيء له برأس القديس النبي يحيى بن زكريا ثمناً لغنيمة دنيوية زائلة، فإنه لما وضع رأس

نام کتاب : الإمام الحسين بن علي عليهما السلام أنموذج الصبر وشارة الفداء دراسة ومقارنة نویسنده : مهدي حسين التميمي    جلد : 1  صفحه : 28
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست