نام کتاب : الإمام الحسين بن علي عليهما السلام أنموذج الصبر وشارة الفداء دراسة ومقارنة نویسنده : مهدي حسين التميمي جلد : 1 صفحه : 27
ونصيحته
بأن يرجع، فازداد تصميماً على المضي حيث قصد وهو يقول: لا خير في الحياة
بعدكم، ثم سار فلقيه أوائل خيل ابن زياد فعدل إلى كربلاء ثاني المحرم سنة
إحدى وستين للهجرة، ولما شارف الكوفة سمع به أميرها عبيد الله بن زياد فجهز إليه أكثر
من ثلاثين ألف مقاتل فلما وصلوا إليه التمسوا إليه نزوله على حكم ابن زياد وبيعته
ليزيد فأبى فقاتلوه، وكان أكثر الخارجين لقتاله ممن كاتبوه وبايعوه!!.
ولنمضِ معا
مع مؤلف الصواعق المحرقة لينقل لنا ذلك المشهد النادر من الإقدام والجرأة والثقة
العالية بالنفس في مسرح المواجهة غير المتكافئة بالمنظور البشري ما يكون فيه حضور الإيمان
أقوى وأمضى في القدرة على المواجهة، وما تكون فيه الحجة أبلغ في توصيل المضمون
الرسالي إلى المدى الأرحب في الزمان والمكان، فإن الإمام الحسين عليه السلام سليل
النبوة قد واجه بالعدد القليل ممن معه من أهله وأخوته، وخاصة أصحابه، وهم نيف
وثمانون ثبتوا في ذلك الموقف الصعب للغاية ثباتاً باهراً مع كثرة أعدائهم ووصول
سهامهم ورماحهم إليه، وأنه لولا ما كادوه به من أنهم حالوا بينه وبين الماء لم
يقدروا عليه فكان كما وصف المحدث: الشجاع القرم الذي لا يذل ولا يزول ولا يتحول، وأنهم
لما منعوه وأصحابه من الماء ثلاثاً قال له بعضهم وبكل الحقد والشماتة: انظر إليه
كأنه كبد السماء لا تذوق منه قطرة حتى تموت عطشاً، ودعا الحسين عليه السلام بماء
ليشربه فحال رجل بينه وبينه بسهم فأصاب حنكه.. واستمر الحر والعطش بأهله وهم ما
زالوا يقتلون واحداً بعد واحد حتى قتل منهم ما يزيد على الخمسين.
نام کتاب : الإمام الحسين بن علي عليهما السلام أنموذج الصبر وشارة الفداء دراسة ومقارنة نویسنده : مهدي حسين التميمي جلد : 1 صفحه : 27