نام کتاب : الإمام الحسين بن علي عليهما السلام أنموذج الصبر وشارة الفداء دراسة ومقارنة نویسنده : مهدي حسين التميمي جلد : 1 صفحه : 26
وخسر
نفسه، وبماذا يفدي الإنسان نفسه([7])...
والحق أن كلا من السيد المسيح والنبي يحيى بن زكريا والإمام الحسين (عليهم السلام)
قد ربحوا العالم، ذكرا متجدداً خالداً، إذ وهبوا أنفسهم في سبيل مجدها.
ولم يثن الحسين عليه السلام عن غايته وقبل أن يصل إلى
موطن شهادته ما كان قد بلغه عن مقتل رسوله الذي سبقه إلى الكوفة، مسلم ابن عقيل،
وقد بايعه من أهلها أكثر من اثني عشر ألفاً، ثم نكثوا بيعتهم له بعد أن زاول والي
المدينة شتى الأساليب القمعية لتشتيت شمل الملتفين حول مسلم، وبالرجال الموالين
لآل بيت النبوة فيها، وقد جابه مسلم بن عقيل عليه السلام قدره ببسالة بعد أن تخلى
عنه من كان معه وحوصر وظل يقاتل في الساحة وحده قتال الأبطال حتى استشهد وهو يقاتل
الجموع لوحده وقد احتشدت له من كل الطرقات، وأرسل عبيد الله بن زياد برأسه الشريف
بعد إلقائه من فوق قصر الامارة ليزيد بن معاوية، وقد توافر للإمام الحسين عليه
السلام قبل ذلك من يبلغه بما آل إليه وضع الناس في الكوفة، فإن الفرزدق قد لقي الحسين
عليه السلام في مسيره فقال له: بين لي خبر الناس، فقال: أجل على
الخبير سقطت يا ابن رسول الله، قلوب الناس معك وسيوفهم مع بني أمية، والقضاء ينزل
من السماء، والله يفعل ما يشاء، وسار الحسين، وهو غير عالم بمقتل مسلم بن
عقيل، ولكنه بالتأكيد كان عالماً بالمصير الذي ستؤول إليه رحلته الخطرة، وقد تلقاه
على مسافة ثلاثة أميال من القادسية من ينبئه بمقتل موفده مسلم بن عقيل