نام کتاب : الإمام الحسين بن علي عليهما السلام أنموذج الصبر وشارة الفداء دراسة ومقارنة نویسنده : مهدي حسين التميمي جلد : 1 صفحه : 25
الكبير
كمثل ما امتثل الأنبياء والأولياء لأقدارهم في اختيار المركب الصعب وصولاً إلى
الغاية الرسالية، فإن ابن عباس قد نهى الإمام الحسين عليه السلام عن الذهاب إلى
الكوفة وبيّن له غدرهم وقتلهم لأبيه وخذلانهم لأخيه فأبى، وطلب منه أن لا يذهب مع
أهله فأبى فبكى ابن عباس، وقال: يا حبيباه.
وقال ابن
عمر نحو ذلك فأبى فبكى ابن عمر، وقبّل ما بين عينيه، وقال: استودعك الله من
قتيل!، ونهاه ابن الزبير أيضاً، فقال له: حدثني أبي أن لمكة كبشاً يستحل حرمها،
فما أحب أن أكون أنا الكبش، ولما بلغ مسيره أخاه محمد بن الحنفية كان بين
يديه طشت يتوضأ فيه فبكى حتى سقط
فيه من دموعه، ولم يبق بمكة إلا من حزن لمسيره.
وهكذا مضى الإمام
الحسين عليه السلام إلى غايته؛ ليسجل حضوره في ساحة المواجهة مع قوى الشرك مع سابق
علمه بمصيره كمثل ما كان من أمر السيد المسيح عليه السلام قبل ذلك، فإنه قد مضى
إلى أجله المحتوم، وقد بدأ يصرح لتلاميذه بأنه يجب عليه أن يذهب إلى أورشليم
(القدس)، وليتألم كثيراً على أيدي شيوخ المدينة ورؤساء الكهنة ومعلمي الشريعة،
ويموت قتلاً، ولم يثنه عن عزمه ما كان من عتاب بطرس أخص تلاميذه وقوله: &لا
سمح الله يا سيد ان تلقى هذا المصير&، فيلتفت ويقول لبطرس: &ابتعد عني
يا شيطان!، أنت عقبة في طريقي لابد أفكارك هذه أفكار البشر لا أفكار الله.. من
أراد أن يتبعني، فلينكر نفسه ويحمل صليبه، ويتبعني، لأن الذي يريد أن يخلص حياته
يخسرها، ولكن الذي يخسر حياته في سبيلي يجدها، وماذا ينفع الإنسان لو ربح العالم
نام کتاب : الإمام الحسين بن علي عليهما السلام أنموذج الصبر وشارة الفداء دراسة ومقارنة نویسنده : مهدي حسين التميمي جلد : 1 صفحه : 25