العباس ذو الجناحين

جعفر بن أبي طالب من أوائل المسلمين بل من عظماء الأمة الإسلامية ومن المجاهدين الذين أبلوا في الله سبحانه بلاءً حسناً.

في أيام المحنة الأولى بمكة والإسلام غريب، والنبي وحيد، والسياط تتلوى على ظهور المسلمين الأوائل، والمقاطعة الاقتصادية والاجتماعية تأخذ منهم مأخذها، فتتركهم أمواتاً بين الأحياء ــ وهم الأحياء بين الأموات ــ.

وفي أيام الهجرة إلى الحبشة حيث يقود جعفر جموع المهاجرين، فيحسن قيادتهم، ويشد أركانهم في الطريق، وعند ملك الحبشة، على طول تلك السنين.وبعد رجوعه إلى المدينة، مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم وبين المسلمين.

وعند قيادته لجيش مؤتة.

كان عظيما ومتميزاً وأعجوبة، في الأرض والسماء، حين استشهاده، إذ صمد للحرب حتى قطعت يداه.

فمنحه الله ورسوله مفخراً وامتيازاً لم ينله في ذلك الوقت سواه.

(إنّ الله أبدله بيديه جناحين يطير بهما في الجنة)([75]).

و(إنّ الله جعل لجعفر جناحين يطير بهما في

[75]بحار الأنوار للعلامة المجلسي: ج22، ص276.