ملأ أبو الفضل القِربة ماءً وحملها صوب المخيم غير أن الجيش الكافر احتوشه ــ والهدف من قتالهم عدم تمكين أبي الفضل من إيصال الماء ــ فقاتلهم قتالاً رهيباً.

أرجوك أن تتابع التفصيل، وأن تتأمل فيه، وأن تحاول تخيّل الواقع الذي جرت أحداثه في تلك اللحظات من عمر الدهر.

كان أبو الفضل يحمل سيفه ليقاتل، كما يحمل القربة محافظة عليها وسط ذلك الجمع المئوي ــ وحاول أن تتصور أيضاً: كم هو حجم القربة التي يستطيع حملها في أثناء حاله ذاك وهو يُقاتل والجيوش تزاحمه وتكاثره وتريد إزهاق روحه المقدسة ــ.

تمكن أحد المجرمين من قطع يمين أبي الفضل فحافظ عليه السلام على القربة بيُسراه فقطعوها.

حمل أبو الفضل القربة بأسنانه فضربوا القربة ومزقوها وأراقوا ماءها كما ضربوه بعمود على رأسه ففلقوه.

سقط أبو الفضل ــ حيث هو الآن مدفون ــ وقد قُطعت يداه وفُلق رأسه ودخل سهم في إحدى عينيه، وجسمه مثخن بالجراح، بل قطّعوه تقطيعاً، ــ حتى لم يتمكن الإمام من حمله إلى قرب المخيم، وعُسر دفنه على دافنيه بسبب ما أصاب بدنه المقدس ــ.

أي عظيم هو أبو الفضل؟! وأي رجالٍ خالدين صنعوا الملاحم بتربية النبي صلى الله عليه وآل وسلم والوصي عليه السلام؟!