نام کتاب : العباس بن علي عليه السلام: بحث في جوانب عظمته من خلال واقعة كربلاء نویسنده : محمد البغدادي جلد : 1 صفحه : 90
وذلك أن ابن زياد أمر
ابن سعد بأن يحول بين الإمام عليه السلام وبين الماء فوجه ابن سعد بخمسمائة مقاتل
مهمتهم الأساسية تطويق شريعة الماء ومنع الإمام وجيشه من الاستفادة منه.
بعد أمر الإمام عليه السلام، توجه خمسون من أصحابه إلى شريعة الماء ومعهم
أبو الفضل، فحال جيش بني أمية بينهم وبين أن يأخذوا شيئاً من الماء فتقاتلوا حتى
تمكّن أصحاب الإمام من ولوج شريعة الماء.
هنا: أخذ أصحاب الإمام بملء القرب، أما أبو الفضل فكان يُقاتل ويدفع جيش
بني أمية عنهم.
تصور:
شخص واحد أو بصحبة آخر يدفع مئات ــ ولعلهم بعد الهجوم والتقاتل بلغوا
آلافاً ــ من أشرس المقاتلين إلى أن حقق الجمع الحسيني هدفه وحملوا القِرب المليئة
بالماء إلى مخيم الإمام فشرب منه قُرابة المائة نفر هم عطاشى منذ أيام، رغماً عن
يزيد وابن زياد وابن سعد وجيشهم الضخم عدداً وعدة.
هذه واحدة، وإليك أخرى:
لما استشهد معظم أصحاب الإمام عليه السلام، طلب أبو الفضل من الإمام أن يسمح
له بمنازلة القوم، فما كان من الإمام إلاّ أن وجّهه إلى العمل على تحصيل مقدارٍ من
الماء للناس والصبية.
توجّه أبو الفضل منفرداً صوب شريعة الماء فواجهه الجيش الأموي المناط به
من ابن سعد الحيلولة بين الإمام وصحبه وبين الماء.
دخل أبو الفضل في معركةٍ مع الأمويين حتى تمكن من
الولوج إلى شريعة الماء.
تأمل وكرر التأمل.
شخص واحد في مواجهة جيش رهيب ــ عدداً وعدّة ــ غير أنه تمكن من تبديد
شملهم وتمزيق لحمتهم وكسر أمر السلطة اليزيدية الظالمة وإذلال هذه السلطة المتجبرة
فأمضى أمر الإمام وحقّق إرادته.
نام کتاب : العباس بن علي عليه السلام: بحث في جوانب عظمته من خلال واقعة كربلاء نویسنده : محمد البغدادي جلد : 1 صفحه : 90