responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : العباس بن علي عليه السلام: بحث في جوانب عظمته من خلال واقعة كربلاء نویسنده : محمد البغدادي    جلد : 1  صفحه : 79
الإمام قتله وإبقاء الإمام وحيداً ــ فداه نفسي وكل العالمين ــ وذلك أنه إذا ترك أخوة الإمام وأهل بيته وأنصاره وخلّص صحبه نصرته لدواعٍ شتى فسيبقى وحيداً وستوجّه إليه إهانة عظيمة بهذا وسيؤدي هذا إلى إحداث شرخ كبير في قضية إمام الأمة وسيحدث شكٌ كبيرٌ في حقيقة أهدافه وفي مصداقيته؛ إذ لو كان على الحق وأهدافه عظيمة لما تركه حتى أخوته وأهل بيته في هذا الظرف العصيب وحيداً في الصحراء يحيط به ما لا يعدّ من الجيوش.

ثم سيكون هذا عذراً لعموم من خذله ونكل عنه؛ إذ إن أخوته وأهل بيته ــ أهل بيت النبي ــ قد خذلوه فنحن أولى بالعذر بل نحن أصح لأننا بادرنا بالانسحاب قبل أن تصل الأمور إلى هذا المستوى الذي لا رجعة فيه.

لقد أجهض أبو الفضل وأخوته مؤامرة الأعداء الأراذل وفدوا إمامهم بكل ما يملكون وواسوه بأنفسهم ونصحوا له ووقفوا معه وقفة وقفها علي أمير المؤمنين يوم أحد مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم حين فر عنه أغلب أصحابه وسقط النبي صلى الله عليه وآله وسلم مغمىً عليه من أثر الهجوم الكافر ثمّ كلّما يرى النبي كتيبةً من المشركين تكرّ عليه، كان يوجّه علياً لصدّها فيصدّها ويبدّد شملها حتى عجب منه جبرئيل وقال للنبي صلى الله عليه وآله وسلم:

«يا رسول الله إنها لهي المواساة».

فقال:

«وما يمنعه وهو مني وأنا منه».

فقال جبرئيل:

«وأنا منكما».

ثم نادى:

«لا سيف إلا ذو الفقار ولا فتى إلاّ علي»([68]).


[68] راجع الغدير للشيخ عبد الحسين الأميني: ج2، ص102، وما بعدها إذ نقل إجماع أئمة الحديث على نقل هذه الواقعة وسرد أسماء بعض المصادر المتعرضة لها.

نام کتاب : العباس بن علي عليه السلام: بحث في جوانب عظمته من خلال واقعة كربلاء نویسنده : محمد البغدادي    جلد : 1  صفحه : 79
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست