عجباً، أكانوا يظنّون أن أبا الفضل وأخوته كانوا مكرهين على الحضور ولم يتسنّ لهم سبيل إلى الرجوع فوفروا لهم فرصة بأمانهم هذا؟!

فكيف لو علموا أن سيد الشهداء قد عرض على صحبه وجنده وأهل بيته بما فيهم أبو الفضل الرجوع؟ وسهّل له إنجاء أنفسهم دون حاجة إلى أمان الفجرة.

لا هذا ولا ذاك.

أن أبا الفضل خرج عن التزام وتدين وتمسّك بالمعتقد الحق، وبالإمام المنصوب من الله ورسوله، خليفةً لله ولرسوله في الأرض، والبقية الباقية من سلسلة أولياء الله سبحانه.

خرج عن غيرة منه على الدين ومقدساته، وعن رغبة صميمية في إصلاح الفاسد، وتقويم المعوجّ، وللأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، تبعاً لأخيه الإمام.

أبو الفضل من المؤمنين الذين اشتروا رضا الله سبحانه والجنة من المولى بأموالهم وأنفسهم.

لقد سجّل أبو الفضل باختياره هذا وبكل مواقفه في مسيرته مع أخيه الحسين عليه السلام صفحة من أروع صفحات الإسلام وأزهرها، وبقي علم هداية لكلّ من تبع راية محمد صلى الله عليه وآله وسلم وتمسّك بدينه وكتابه وعترته.

أهل البيت وأتباعهم، على درب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.

لقد حسموا أمرهم أجمعين، فهم في غير حاجةٍ إلى أمان أهل الانحراف والزيغ عن خط الإسلام الأصيل، لأنهم لا يريدون الحياة بهذه الصيغة.