responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : العباس بن علي عليه السلام: بحث في جوانب عظمته من خلال واقعة كربلاء نویسنده : محمد البغدادي    جلد : 1  صفحه : 78
ترك التعرّض للقتال العاقبة الفضلى على المدى الطويل، وسيسعى هو ومن يستطيع فيهم تأثيراً إلى تغيير مجرى الأحداث إلى حيث النصر وتحقيق النتائج المرجوّة.

الشيطان لا يترك المرء دون أن يثير فيه هذه النوازع.

على أن كثيراً من هذه الخواطر قد يتقبلها الإنسان على أنها أحكام العقل وأن إصراره على الاستشهاد مع الإمام نحو عاطفة، عليه أن يغلب جانب العقل عليها.

لكنّ الصحيح: إن ما اختاره أبو الفضل وأخوته هو حكم العقل السليم في تلك الساعة التي يقع فيها كثير من الناس في غائلة التشويش الشيطاني خصوصاً مع ملاحظة علة إعطاء الزمرة الحاكمة للأمان.

فلا يمكن أبداً أن يصدروا أماناً للعباس وأخوته لمجرد شفاعة شخص ما في حقهم وهم سادة البيت الهاشمي وقد تحركوا من المدينة إلى مكة فكربلاء للإجهاز على النظام الحاكم، وحرضوا الكثير من الناس وما زالوا مستميتين لم يخنعوا ولم يطلبوا لأنفسهم أماناً ولم ترهبهم الجيوش ولا جبال الحديد التي تسلّح بها العدوّ.

لقد حصل مسلم مِنْ قَبْلُ على الأمان من أحد قادة الجيش الأموي فما التفت ابن زياد لذلك الأمان ولا رعى حرمة قائد جيشه ولا اتخذ هذا الأمان وسيلة لتهدئة الكوفة أو لابتزاز سيد الشهداء كي يرجع أو يتنازل عن مبادئه وثورته، بل سحق الأمان والعهد وقتل مسلماً وقطع خط الرجعة بقتله لمسلم.

فأيّ أمانٍ لهؤلاء الجُفاة؟! وما أمانهم إلاّ خديعةٌ يتوسلون بها إلى جريمة أكبر وكارثة أعظم.

ثم كيف يقبل امرؤ شريف الأمان من هؤلاء الأراذل وبنات رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وحفيداته وعائلته وصبيته في حصار جيوش بني أمية.

والذي يساعد عليه الاعتبار أنّ أمانهم لم يكن إلاّ لتفتيت جيش

نام کتاب : العباس بن علي عليه السلام: بحث في جوانب عظمته من خلال واقعة كربلاء نویسنده : محمد البغدادي    جلد : 1  صفحه : 78
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست